القاهرة، مصر (CNN)-- قبل ساعات من الاحتجاجات المرتقبة في العديد من ميادين مصر الأحد، للمطالبة بإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، وجه عدد من السياسيين، في مقدمتهم قادة "جبهة الإنقاذ الوطني"، نداءات إلى الرئيس محمد مرسي، بالاستجابة إلى مطالب المتظاهرين، والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ففي كلمة مسجلة، أذاعتها العديد من الفضائيات العربية مساء السبت، دعا رئيس حزب الدستور، محمد البرادعي، الشعب المصري إلى المشاركة في مظاهرات الأحد بـ"أسلوب سلمي ومتحضر، لتوصيل رسالة هي الرغبة في العودة للصندوق.. وأن نعيد ثورتنا على الطريق الذي كان من المفترض أن نسير فيه."
البرادعي يدعو مرسي للاستقالة ويتوقع وصول حزبه للحكم
وتابع السياسي المصري الحائز على جائزة نوبل قائلاً: "الثورة قامت من أجل أن يعيش كل واحد منا كإنسان، ويعامل كإنسان، يأكل ويشرب ويتعالج ويتعلم ويكون آمناً على أولاده وزوجته، ونعيش سوياً في مجتمع واحد، ولا نكفر أحدنا الآخر، ويكون عندنا اقتصاد جيد.. ولكن للأسف لم يتحقق أي شيء من ذلك."
وأضاف قائلاً: "نشعر جميعاً أننا نسير في طريق مسدود، وأن البلد سيسقط، ليس لأن الرئيس من الإخوان المسلمين، وليس لأن فصيلاً ما هو الذي يحكم، ولكن لأن النظام فشل تماماً، ونحن نقول اليوم نريد العودة مرة أخرى إلى الصندوق."
التناقضات تسيطر على المشهد المصري بعد حكم الدستورية
وعن انتخاب الرئيس مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين رئيساً للجمهورية، قال البرادعي: "الشعب المصري انتخب الدكتور مرسي، والشعب المصري نازل غداً (الأحد) ليقول إننا نريد أن نعود مرة أخرى إلى الصندوق.. أعطينا له رخصة القيادة.. ولكنه لم يستطع أن يقود السيارة."
وأعاد القيادي بالمعارضة التأكيد على ضرورة صياغة دستور جديد لمصر، قائلاً: "منذ مدة ونحن نقول يجب أن نبني البيت، قالوا لا لنسكن أولاً، واكتشفنا أن البيت سينهار.. نصف البيت لا يأكلون ولا يشربون ولا يعالجون، ونصف البيت يكفر النصف الآخر، والنصف خائف ينزل.. والدولة تتآكل وتنهار."
من جانبه، وصف المرشح الرئاسي السابق، عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، الوضع الراهن بقوله: "مصر تغرق ويجب إنقاذها"، معتبراً أن المرحلة الراهنة "خطيرة للغاية على كافة الأصعدة"، كما أكد أن "النظام القائم غير قادر على إدارة دولة كمصر، لأنه ينقصه الكثير من مفاهيم إدارة الدولة."
موسى يعلن "التمرد" ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة
ورفض الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، في تصريحات لتلفزيون "الحياة"، قول البعض من أنصار جماعة الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي في مصر، إن ما يجري حالياً "مجرد تحركات من قبل جهات معينة"، مؤكداً أن "ما يدور في مصر الآن، خلال تظاهرات الشارع، تعود إلى غضب شعبي حقيقي، بسبب الوضع الراهن."
وشدد موسى على قوله نه "لا يمكن تكرار عام ثان من تولي الرئيس محمد مرسي، نظراً للفشل الذريع الذي يظهر عليه النظام"، على حد تعبيره، كما أكد أن "الوقت قد فات لقبول حلول وسط"، داعياً إلى تغيير النظام عبر اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، معتبراً أن هذا "مطلب ديمقراطي ورئيسي."
الإخوان يتهمون شفيق بقيادة "انقلاب" 30 يونيو
وبينما أكد المرشح الرئاسي السابق، خالد علي، أن القيادات السياسية ستكون في مقدمة صفوف المتظاهرين، بهدف "ضبط الأمن وتوحيد الصفوف"، فقد أعلن حزب "مصر القوية"، برئاسة المرشح الرئاسي والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، عبد المنعم أبو الفتوح، مشاركته في مظاهرات الأحد، للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
إلى ذلك، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، جمال عبد الجواد، أن كلاً من الرئيس وجماعته والمعارضة قرروا "خوض المعركة للنهاية"، على أن يتخذ الرئيس، الذي يأمل في أن تكون الحشود المؤيدة له أكثر من حشود المعارضة، قراره بنهاية المعركة، وعلى ضوء ما ستسفر عن المواجهة بين الجانبين.
مجدداً.. رفع أحذية بالتحرير رداً على خطاب مرسي
وبينما حذر عبد الجواد من أن تتطرق احتجاجات المعارضة، والحشود المضادة لها من قبل الجماعة الحاكمة، إلى أعمال عنف، فقد اعتبر أن أي دعوة لـ"مصالحة وطنية" لن تكون مجدية، وكان من الأفضل أن يدعو الرئيس مرسي لانتخابات رئاسية مبكرة، قبل حدوث تلك المواجهة.
تحليل: هل مصر فعلا على شفير الإنهيار؟
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.