لندن، بريطانيا (CNN)-- دعا المحلل السياسي، فواز جرجس، العالم إلى التحرك من أجل حل الأزمة في مصر عبر الحوار، مؤكداً أنه لا يمكن المجازفة باستقرار المنطقة، وأبدى خشيته من عودة العنف كما في التسعينيات، بعد الإجراءات المتخذة بحق جماعة الإخوان، والتي لم يجرؤ نظام الرئيس الأسبق، حسني مبارك، على القيام بها.
وقال جرجس: "نزيف الدم الحالي في مصر هو الأكثر عنفاً في تاريخ البلاد الحديث، وهو يظهر شرخاً في نسيجها الاجتماعي، ويستعيد لحظات من الماضي.. فبخلاف دول الجوار مثل العراق وسوريا، التي تخبطت طويلاً في الدماء، فإن مصر هي من بين المجتمعات الأقل عنفاً في المنطقة، والمصريون معروفون بحبهم للسلام."
وأضاف جرجس، الأستاذ بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط، في مقال كتبه لـCNN: "هناك خطر حقيقي من أن سفك الدماء سيولد المزيد من سفك الدماء، وأن مصر ستدخل في دوامة من العنف السياسي، إذا لم يتم تدارك الموقف."
وتابع المحلل السياسي قائلاً: "هناك إشارات إلى نية الحكومة المدعومة من الجيش مواصلة حملتها ضد جماعة الإخوان المسلمين، وصولاً إلى احتمال حظرها، إلى جانب اعتقال كبار قادة الجماعة، بمن فيهم مرشدها محمد بديع، علماً بأن الرئيس الأسبق حسني مبارك، امتنع طوال سنوات مواجهته مع الجماعة، على القيام بخطوة مماثلة."
وأردف جرجس قائلاً: "صدور قرار بحظر الإخوان سيكون له تداعيات جدية على مستقبل مصر، وسيصب الزيت على النار المشتعلة وسيعمّق الانقسام الأيديولوجي والاجتماعي القائم، وسيمثل ضربة قاسية للتجربة الديمقراطية الهشة في البلاد، فلدى الجماعة ملايين الأتباع ولا يمكن شطبها سياسيا بجرة قلم أو عبر فوهات البنادق."
وأضاف: "لا يمكن بناء ديمقراطية مؤسساتية دون جماعة الإخوان، التي تعتبر أكبر وأقوى تنظيم ضمن تنظيمات الإسلامي السياسي في الشرق الأوسط، كما أن ملاحقة الجماعة واعتقال قادتها قد يدفع صغار الأعضاء نحو اتخاذ قرارات متشددة مثل رفع السلاح بوجه الحكومة والمجتمع."
ونبه جرجس إلى خطورة الأوضاع بالقول: "بحال عدم اتخاذ خطوات جدية لنزع فتيل الأزمة المتصاعدة، فإن مصر ستنزلق إلى حالة طويلة من عدم الاستقرار. وقد نكون أمام تكرار لمشاهد الفترة ما بين عامي 1992 و1998 عندما واجهت مصر موجة من الهجمات المسلحة التي أدت إلى قتل وجرح الآلاف."
ورأى جرجس أن مصر بحاجة إلى طرف ثالث يقود عملية الوساطة بين القوى المختلفة في ظل الانقسام الحاد السائد مضيفا: "من بين كل القوى، يبدو أن الاتحاد الأوروبي، ومعه الأمم المتحدة، في صدارة الأطراف التي يمكنها أن تساعد على ردم الهوة بين المصريين، فبخلاف الولايات المتحدة، التي يبدو أن المصريين من كل الاتجاهات قد فقدوا الثقة بها بسببها صلتها القوية بالجيش وبالحكام في مصر، فإن أوروبا تبدو كطرف حيادي وموضع ثقة."
وختم جرجس بالقول إن على المفاوضات السياسية أن تؤكد للإسلاميين بأنهم لن يتعرضوا للاستبعاد من العملية السياسية وخريطة الطريق مضيفا: "ما من ضمانات بنجاح الحوار، بل إن احتمالات الفشل عالية غير أن المجتمع الدولي لا يمكنه تحمل البقاء دون تحرك حيال العنف المتزايد في مصر والمجازفة باستقرار المنطقة والسلام في العالم."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.