تونس(CNN)-- شهدت الأزمة السياسية في تونس انفراجا مبدئيا، الخميس، بإعلان حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، قبولها بمبادرة أكبر نقابات البلاد، والتي ترعى حوارا وطنيا يستهدف إيجاد حل للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال الزعيم المعارض عضو المجلس التأسيسي محمد البراهمي.
وأعلن رئيس حركة النهضة الحاكمة في تونس راشد الغنوشي عقب اللقاء الثالث الذي جمعه الخميس، بأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أنّ حزبه، صاحب الأغلبية في الترويكا الحاكمة، "وافقت بشكل واضح وجلي على مقترح الاتحاد لحل الأزمة ومن المنتظر الدخول أكثر في التفاصيل على مائدة الحوار الوطني مع بقية الأطراف السياسية في الفترة القادمة" وفق بيان نشره موقع حزبه.
وتتلخص المبادرة الاتحاد التونسية للشغل، في:
- حل الحكومة التي يراسها علي العريض وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لا تترشح للانتخابات القادمة.
- حصر أشغال المجلس التأسيسي في إتمام الدستور على أن لا يتجاوز ذلك أجل 23 أكتوبر/تشرين الأول 2013، وأن تنحصر مهامه إضافة إلى الدستور ( عن طريق لجنة خبراء) في القانون الانتخابي وتشكيل لجنة الانتخابات.
- حل رابطات حماية الثورة المقربة من حركة النهضة لاتهامها بالضلوع في العنف، وصياغة سياسة واضحة لمجابهة الإرهاب.
- مراجعة التعيينات التي تمت على أساس الولاء للأحزاب الحاكمة.
غير أنّ الإعلان لا يعني حلّ الحكومة على الفور وإنما سيتم لاحقا، إما بعد نهاية الحوار والتوصل لتحديد شخصية متفق عليها، أو مباشرة مع انطلاق الحوار، على أن تتحول إلى حكومة تصريف أعمال، وفق مسؤول في الاتحاد العام التونسي للشغل.
وحرصت حركة النهضة في بيان على التأكيد أنّ حكومة الترويكا لن تستقيل وستواصل مهامها إلى أن يفضي الحوار الوطني إلى خيار توافقي يضمن استكمال مسار الانتقال الديمقراطي وإدارة انتخابات حرة ونزيهة.
وأشار الغنوشي إلى قرب موعد انطلاق الحوار الوطني، لافتا النظر إلى أن المحلس التاسيسي ومؤسسات الدولة ستعود لسالف نشاطها في أقرب الآجال.
وكان رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، الذي سبق أن اتخذ قرار تعليق أعمال المجلس بصفة انفرادية، قد توقع الأربعاء، أن يعود للعمل بنهاية الأسبوع.
وتوقع الاتحاد في بيان عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك أن ينطلق الحوار الوطني بداية الأسبوع القادم.
وفي الوقت الذي لم يتأكد فيه الموقف من رابطة حماية الثورة ومراجعة التعيينات الحزبية، غير أن المؤكد وفقا لمسؤول في الاتحاد أنّه تم الاتفاق على حل الحكومة وتحديد مهمة المجلس التأسيسي.
ودعا الاتحاد إلى وقف "المناورات" لكن عددا من أحزاب المعارضة ومن ضمنها حزبا العمال والوطنيين الديمقراطيين الموحد، نبها إلى ضرورة حل الحكومة قبل الانطلاق في أي حوار، مذكرين بما يعتبرونه "تسويفا وربحا للوقت من قبل حركة النهضة تماما مثلما قامت به إبان الأزمة السياسية التي أعقبت اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد."
كما عقد الاتحاد اجتماعا مع عشرات النواب المنسحبين من المجلس التأسيسي غير أنّهم أكدوا أنّهم مستمرون في مقاطعة أعمال المجلس حتى يتم الإعلان عن استقالة الحكومة.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.