(CNN)-- بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم خطة إصلاحية ضمن مؤتمر جمعيته في موريشيوس، تعود الأسئلة المؤلمة التي تتكرر لسنوات: إلى أي مدى يمكن أن نثق في الفيفا؟ إلى أي مدى تغيرت ثقتنا فيها بعد إعلانها الجديد؟ وهل تضع الفيفا فعلا مصلحة اللعبة على رأس أولوياتها؟

تأتي الإصلاحات الجديدة بعد سلسلة فضائح هزت أكبر منظمة دولية، الفيفا من ضمنها ما يتعلق بدفع رشى في عمليات تصويت وفساد دفع رئيسها السويسري جوزيف بلاتر إلى الحديث عن عاصفة تهز منظمته قبل عامين في زوريخ.

غير أنه عاد وقال في المؤتمر الذي انعقد الأسبوع الماضي "نأمل أن تكون الفيفا الآن قد تعافت وباتت شفافة مثل المياه التي تحيط بموريشيوس."

وصحيح أن الجزيرة الأفريقية تجعل بجوها الساحر أي شخص قادرا على نسيان مشاكله، ولكن شمسها الحارقة تجعل من الصعب على بعض الخبراء أن يصدقوا ذلك.

حتى قبل وصول نصف المندوبين لمؤتمر الفيفا، وبأسرع من نطقك كلمة مطار السير سويساغور رامغلام الدولي، تقرر تأجيل مناقشة حد العمر المسموح به للترشح لعضوية الفيفا، وطول مدة العضوية، من قبل المكتب التنفيذي.

ذلك ما يفتح الباب أمام بلاتر، 77 عاما، لتحطيم الرقم القياسي في البقاء على رأس المنظمة، أي خمس مرات.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المعبر الأبرز لمعارضته أسلوب المكتب الحالي، بامتناع غالبية أعضائه عن التصويت.

وقال عدة صحفيون حضروا الاجتماعات إنّ اللجنة التنفيذية لم تكلف عناء نفسها، حتى النظر في اقتراحات مستشاريها.

وقال صحفي إنّ "الأمر شبيه بأن تدفع راتبا لمستشارك حتى يقدم لك النصح، فيفعل ذلك ثم لا ترى حتى ما يقدمه لك."

ويصر بلاتر على القول بأن الأمر يتعلق بمسار إصلاحي مادام "هناك الكثير مازال ينتظز ليتم إصلاحه."

ومن دون شكّ فإن هذا الاعتراف، بأن الأمر يتعلق بمسار إصلاحي وليس بغصلاح، يقابل بالترحيب.

وقال صحفي آخر "سيقال لنا الفيفا منظمة معقدة جدا وأنا سعيد بأن بلاتر مرة جديدة، كرر أنه سيتم اعتماد الشفافية في منح الرواتب والمنح. ولكن الدليل هو في الصكوك المالية نفسها وما إذا كان مسموحا لنا برؤتها."

 وهناك قرارات أخرى من الفيفا تتعلق بمكافحة العنصرية والميز، ولكن السؤال الأبرز يتعلق بمصداقية المنظمة والذي لم يتم تناوله على مدى ثماني ساعات ونصف من الاجتماع.

وحتى القرار الأبرز الذي صفق له العالم والمتعلق بتعيين البورندية ليديا نسيكيرا، فقد رحب به بلاتر على طريقته بالاعتماد على أسلوب يوحي بميز جنسي، وهو ما ما رأى فيه خبراء ترجمة لأسلوب الفيفا: خطوة إلى الأمام..خطوتان إلى الوراء.