القاهرة ، مصر (CNN)-- رفض ربيع ياسين، المدير الفني لمنتخب مصر للشباب الفائز ببطولة كأس الأمم الأفريقية، الرد على سؤال حول عضويته في جماعة الإخوان المسلمين مؤكدا على إنه "رياضي ويرفض الخوض في الأمور السياسية"، كما برر حادثة تقبيل رأس رئيسة البعثة، سحر الهواري، بتأثير حالة الانفعال بعد الفوز.
وقال ياسين، في مقابلة مع CNN بالعربية، إن فوز فريقه بلقب بطولة أمم أفريقيا للشباب كان "مفاجأة للجميع،" خاصة وأن اقصى طموح لبعض المسؤولين كان التأهل لنهائيات كأس العالم بتركيا، بينما لم يكن لدى البعض الأخر أمل في تحقيق أي شيء .
وأشار ياسين إلى أنه لم يجد المساندة من أحد على مدار سنوات طويلة، وأن الاهتمام من بعض المسؤولين بالفريق بدأ قبل انطلاق البطولة بأيام قليلة للغاية، ولكن "مكافأة الله له كانت بالفوز بالبطولة،" على حد تعبيره. وطالب لاعب منتخب مصر الأسبق، الرئيس محمد مرسي، بـ"إسعاد المصريين" كما فعل منتخب الشباب.
وكان هذا نص الحوار:
كيف ترى فوز منتخب الشباب ببطولة أمم أفريقيا؟
أهم ما في فوز منتخب مصر للشباب ببطولة كأس الأمم الأفريقية والتأهل لنهائيات كأس العالم بتركيا هو إسعاد الشعب المصري الذي يحتاج في هذه المرحلة للسعادة، بسبب حالة الإحباط التي تسيطر على الشارع، وهو ما كنا نحلم به كفريق قبل السفر إلى الجزائر .
هل كنت تتوقع الفوز باللقب الأفريقي؟
كان لدي ثقة كبيرة في اللاعبين بعد أن اتفقت معهم على ضرورة تحمل المسؤولية، وكان هذا ينبع من معرفتي باللاعبين ومعرفتي أن لدي فريق جيد، ومع كل فوز يحققه الفريق كانت المسؤولية تزيد على كاهلنا، وقلت قبل السفر في وسائل الإعلام أنني أتحمل المسؤولية كاملة، كان لدي ثقة في تحقيق إنجاز كبير، خاصة وأن الجزائر كانت "وش السعد" علي بصفة شخصية، فمن خلالها صعدت لنهائيات كأس العالم 1990، وقبلها نهائيات دورة الألعاب الأولمبية 1986 بلوس أنجلوس كلاعب، ومن هنا كان لدي ثقة في تحقيق شيء جيد في البطولة الأفريقية .
ألم تخش على اللاعبين من عدم مساندة الجماهير الجزائرية لهم في الملعب؟
بالعكس، كانت هتافات بعض الجماهير في الملعب ضد الفريق المصري تحفز اللاعبين أكثر، وهنا لابد وأن أشير إلى التناقض في حالة الجماهير الجزائرية، فالجماهير التي كانت تتواجد في الملعب لم تكن معنا، ولكن في الشارع وفندق الإقامة كنا نجد كل مساندة من الجمهور الجزائري، لدرجة أن البعض منهم بكى من الفرحة بعد فوز منتخب مصر باللقب الأفريقي .
ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال البطولة؟
الصعوبات لم تكن أثناء البطولة فقط، بل هي بدأت منذ أن توليت مسؤولية المنتخب، ولهذا فأنا تعودت على تلك الصعوبات والأزمات، فالفريق خلال إعداده للبطولة لم يجد مساندة من أحد، اللهم إلا في الفترة البسيطة التي سبقت البطولة فقط، من جانب بعض المسؤولين سواء في اتحاد الكرة أو وزير الرياضة، فالفريق كان يتسول المباريات الودية لإعداده، ولم يكن لنا مقر لإقامة المعسكرات، هذا بخلاف أن الفرق المصرية كانت ترفض إرسال اللاعبين للمعسكرات إلا قبل المباريات بأيام قليلة، هذا كله لم يحبطني لأن هذا قدري، فهناك من الناس من كتب عليهم الشقاء وتحدي الظروف الصعبة .
متى بدأت تشعر بصعوبة البطولة؟
شعرت بعد إجراء قرعتها، حيث وقعنا في مجموعة تضم الجزائر صاحبة الأرض، وغانا، وهو فريق كبير ولديه خبرة وثقة كبيرة، ونيجيريا وهو فريق يمتلك قوة بدنية كبيرة، وكما قلت مع كل فوز نحققه كانت الصعوبة تزيد علينا.
هل ترى أن الفوز بالقب الأفريقي مفاجأة؟
بالتأكيد الفوز بالبطولة مفاجأة للجميع، خاصة وأن أقصى طموح للجماهير والمسؤولين على حد سواء هو تأهل الفريق لنهائيات كأس العالم، ولم يكن أحد يفكر في الفوز باللقب، بخلاف أن هناك من المسؤولين من كان على ثقة أن الفريق لن يحقق شيئا .
البعض يرى أن اللقب هو إنجاز شخصي لك، فهل أنت مع هذا الرأي؟
لن أقول ذلك، وأترك التقييم للخبراء والجماهير، ولكن أشكر الله على أنه أنصفني بعد كل المعاناة التي عانيتها على مدار سنوات طويلة .
ما هو الشيء الذي كنت تحرص عليه مع اللاعبين؟
كنت شديد الحرص على غرس حب الوطن في نفوس اللاعبين، وكنت أضع سماعات كبيرة في غرف خلع الملابس تبث الأغاني الوطنية والنشيد الوطني المصري للاعبين قبل المباريات سواء الودية أو الرسمية، وكان لهذه الأغاني فعل السحر في نفوس اللاعبين.
هل كنت تتضايق من عدم حصولك على فرصة العمل مع المنتخبات لسنوات طويلة؟
نعم ، فقد عانيت معاناة شديدة من إهمالي من جانب المسؤولين، وعملت لفترات طويلة بلا مقابل مادي، وقد أشفقت على نفسي أحيانا ولم أتلق الشكر من المسؤولين، ففي كل مرة كنت أكوّن فيها منتخبا للناشئين كان الاتحاد يأتي ويعين مدربا أخر قبل البطولات، كما فعل معي قبل بطولة كأس العالم للشباب 2009، ويتناسون مدى تعبي في تكوين الفريق.
معروف عنك التدين الشديد ولكن تقبيلك لرأس رئيسة البعثة، سحر الهواري، كان مفاجئا للبعض؟
أنا لا أصافح النساء، وعندما أعلن الحكم نهاية المباراة النهائية وفوزنا بالبطولة فوجئت بها تندفع نحوي، وأمام هذا الحشد وفى ظل فرحتها الطاغية كان من الطبيعي عدم إحراجها، فقبلت رأسها قبلة أخ لأخته الكبرى، خاصة أنها حضنت كل أعضاء الجهاز كأخت.
ماذا قلت للرئيس مرسي خلال استقباله للفريق؟
طالبته بإسعاد المصريين كما فعل منتخب الشباب، لأن الشعب المصري في أشد الحاجة للفرح والسعادة في هذه الفترة.
ما هي علاقتك بجماعة الإخوان المسلمين؟
لا أتحدث في السياسة، فأنا رياضي طوال عمري وأرفض الخوض في الشأن السياسي.
هل تشعر الأن أنك أخذت حقك تدريبيا؟
الحمد لله أنا راض جدا عما منحه الله لي، فقد فزت ببطولة الأمم الأفريقية للشباب وتأهلت لنهائيات كأس العالم، ولم أخسر مباراة واحدة رسمية سواء في التصفيات أو في البطولة الأفريقية.
ماذا تطلب الأن ؟
أطالب الأندية المصرية بترك اللاعبين لخوض تجربة الاحتراف لمن يتلقى منهم عرضا للاحتراف في هذا السن المبكر كرويا، لأن الطبيعة المصرية لا تساعد على نجاح اللاعب، ولو حصل اللاعب المصري على فرصة الاحتراف المبكر سيكون المرود كبيرا على اللاعبين والأندية ومستقبل الكرة المصرية .
هل تتوقع أن توافق الأندية على احتراف لاعبيها؟
لا، لأن المسؤولين في الأندية المصرية يبالغون جدا في المقابل المادي لاحتراف لاعبيهم.
ماذا عن الإعداد لبطولة كأس العالم؟
تقدمت بالفعل ببرنامج الإعداد لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم، ويضم عددا من المباريات الودية والمعسكرات.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.