دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما تكون سوريا محور الحوار، فإن كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تتفقان على أمرٍ واحد، ألا وهو أن الحرب الأهلية في سوريا لن تنتهي إلا من خلال نقل السلطة إلى حكومة انتقالية، في إطار سياسي.
وهنا بالتحديد يقع الإشكال، إذ تصر واشنطن على أن الحكومة الجديدة لن تتضمن أي بصمة من نظام بشار الأسد، أما موسكو في المقابل، ترى أن القرار يعود إلى الشعب السوري، وفي الوقت ذاته، لن تقبل المعارضة بالتعامل مع أي حكومة تتضمن نظام الأسد بين ثناياها.
ورغم الاجتماعات العديدة المنعقدة بين الولايات المتحدة وسوريا، إلا أن العائق الوحيد يتمثل في هذه النقطة، لكن دبلوماسيو الولايات المتحدة أظهروا أنهم لن ينتظروا بعد الآن، إذ يهتمون منذ الآن بتشكيل الحكومة الانتقالية على أرض الواقع، وقبل السقوط المحتمل لنظام بشار الأسد.
وفي هذا الصدد، ذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، أن الحكومة الأمريكية تحاول "خلق سوريا المستقبل فعلياً في المناطق المحررة، وبالشكل الذي يراه الشعب السوري مناسباً."
ووصفت المتحدثة الأمريكية الوضع بأنه يشكل "عملية تصاعدية وأخرى تنازلية تعملان في الوقت ذاته في سوريا"، فالعملية التصاعدية تتمثل بقيام التحالفات المحلية في سوريا بإحكام السيطرة وتوفير الخدمات الأساسية للشعب.
وأشارت نولاند إلى أن "الائتلاف الوطني السوري المعارض يبحث من بين مؤيديه عن أخصائيين ممن يمكنهم التأكد من استمرارية تدفق الكهرباء، وأنه يمكن استعادة الأمن بين المدنيين، وأنه يمكن تزويد الناس بالمياه والطعام والكهرباء، والتأكد من تشغيل المستشفيات واستئناف عمليات بالرعاية الطبية."
وفيما يخص العملية التنازلية، أشار دبلوماسيون أمريكيون إلى أن الائتلاف السوري على تواصل مع طبقة من الأرستقراطيين للعمل على تأسيس وزارات للحكومة المركزية، والذين وصفتهم نولاند بأن "أيديهم خالية من الدماء"، لكنهم "يعارضون بشكل تام ما يقوم به النظام."
ورغم معارضة هؤلاء القائمين على تشكيل الحكومة، لنظام الأسد بشكل تام، إلا أنهم لا يرغبون في انهيار الدولة، وذكرت هولاند أن المساعدة التي ستقدمها الحكومة الأمريكية للائتلاف المعارض ستتمثل "بتجهيز من سيتولى السلطات للحفاظ على استمرارية وظائف الدولة، وإيصالهم بالأشخاص داخل سوريا."
وتابعت بقولها: "سواء كنا نعمل معهم على المستوى الدولي، أم على المستوى المحلي، فإننا نواجه فرصة أكبر في الحفاظ على الدولة من الانقسام."
وهنا تبرز عدة تساؤلات، منها: هل سينجح هذا الحل؟
يأمل الدبلوماسيون الأمريكيون، في حال نجاحه، أن تمحى مخاوف روسيا بشأن خاتمة فوضوية للوضع إذا ما تمت إزاحة بشار الأسد بالقوة من منصبه.
كما برز سؤال آخر: هل سيستمر نجاح هذا الحل على المدى البعيد؟
ففي معرض تصريحاتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: "علينا الانتظار لنشهد نتائج هذا الحل، ولكننا لن نترقب انتهاء الوضع كي ندعم وجود أفضل داخل سوريا."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.