دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دخلت الجهود الدولية الرامية لوضع نهاية للأزمة السورية، مرحلة جديدة الخميس، تمثلت في الاجتماع الذي عُقد في جنيف بسويسرا، بين وزيري خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف.
ورغم أن محادثات جنيف تهدف في الأساس إلى بحث الاقتراح الروسي بإخضاع الأسلحة الكيميائية السورية لرقابة دولية، إلا أنها قد تفتح الباب أمام مزيد من المساعي الدبلوماسية لوضع نهاية للأزمة الطاحنة التي تشهدها الدولة العربية، منذ أكثر من عامين ونصف.
الأزمة السورية.. جميع الأنظار تتوجه إلى جنيف
وفي أعقاب الجولة الأولى من المحادثات، التي قد تستمر لثلاثة أيام، جدد الوزير الأمريكي تهديد الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تحمله واشنطن مسؤولية الهجوم الكيماوي على ريف دمشق، في 21 أغسطس/ آب الماضي.
وقال كيري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف، إنه في حالة فشلت الجهود الدبلوماسية في وضع الاقتراح الروسي موضع التنفيذ، فإن "الخيار العسكري يبقى مطروحاً"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستبقي جيشها على "أهبة الاستعداد" لإبقاء الضغط على نظام الأسد.
من وراء "صفقة" الرقابة الدولية على كيماوي سوريا؟
وتابع الوزير الأمريكي قائلاً: "نتمنى أن تقوم الدبلوماسية بتجنيب سوريا العمل العسكري.. وسوف نقوم باختبار نظام الأسد، وما إذا كان سينفذ التزاماته أم لا"، معلناً رفضه لما طرحه نظام الأسد بشأن منحه مهلة، لتسليم الوثائق الخاصة بترسانته من الأسلحة الكيميائية.
وأشار كيري إلى وجود نقاط اتفاق مع الجانب الروسي، منها رفض استخدام الأسلحة الكيميائية، وضرورة التخلص مما لدى النظام السوري من هذه الأسلحة، بعد سقوط مئات القتلى بها، فيما يستمر الخلاف بين الجانبين حول الطرف المسؤول عن استخدام هذه الأسلحة.
حماقة أو "استحماق" وراء مخرج لسوريا والبيت الأبيض
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي إن التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الناجمة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، من شأنه أن يجعل توجيه ضربة عسكرية إلى الدولة العربية "أمراً غير ضرورياً"، مشدداً على قوله إن "زملاءنا الأمريكيين يفضلون الطريق السلمي."
وأكد لافروف، في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي، بحسب ما نقل تلفزيون "روسيا اليوم" عبر موقعه الرسمي، أن التطورات الأخيرة تعطي فرصة جديدة لعقد مؤتمر "جنيف - 2"، بهدف إنهاء المواجهات العسكرية، والبدء في وضع حل سياسي للأزمة السورية.
الضربة العسكرية لسوريا.. هل يمكن تفاديها؟
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد استبق اجتماع كيري ولافروف، بالإعراب عن أمله، خلال اجتماع في البيت الأبيض الخميس، في أن يفضي اجتماع جنيف إلى "نتيجة إيجابية"، ووضع خطة قابلة للتطبيق لنزع ما لدى نظام الأسد من أسلحة كيميائية.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.