خص المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات التي ستجري اليوم الثلاثاء، ميت رومني شبكة CNN بمقالة تطرق فيها إلى أحلام الأمريكيين التي يجب أن يسعى كل رئيس إلى تحقيقها، وإلى ضرورة الإنفاق على القوة العسكرية لجعل الولايات المتحدة من أقوى دول العالم.

وفيما يلي النص المترجم من قبل موقع CNN بالعربية لأبرز ما جاء في مقالة رومني: 

"في الثاني من يونيو/ حزيران 2011، بدأت مسيرتي للوصول إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. توصلت إلى هذا القرار خلال إقامتي في مزرعة دوغ وستيلا تشابمان، الواقعة في منطقة ستارثام بولاية نيوهامشير، تحدثت خلالها عن كون بلادنا أرضاً للحرية والفرص، وتكلمت عن العمل الشاق الذي يبذله ملايين الأمريكيين من أجل تكوين تجربةٍ فريدة لبناء حكومتنا الديمقراطية.. هؤلاء هم من حفروا في جدران البلاد لتتحول من أراضٍ بريةٍ إلى مزارع خصبة بالفرص اللامتناهية.. عندها قلت إنني أؤمن بأمريكا."

.... "ومنذ عامين، حملت هذه الرسالة عبر أمريكا، ومع اقتراب موعد الانتخابات، فإنها تعتبر فرصةً جيدة لإعادة التفكير بمفهوم إيماننا بأمريكا."

..."أمريكا هي البلاد التي يدق في أرجائها جرس الحرية، وهي البلد التي تمكننا من مناقشة الاختلافات فيما بيننا بلا خوفٍ من العواقب قد يصل في أقصى احتمالاته إلى النقد.. يمكننا أن نحدد الديانة أو العقيدة التي نرغبها.. هي المكان الذي يمكننا فيه مواصلة أحلامنا الصغيرة والكبيرة.. هي ليست المكان الذي يقدر مفهوم الحرية فحسب، بل المكان الذي يمكن المحاربة فيه للدفاع عن الحريات.. هذه هي الصفات التي تميزنا عن غيرنا من الشعوب."

..."أمريكا هي أرض الفرص، لكن في الفترة الأخيرة، لم تعد الفرص تدق أبواب الأمريكيين، فالأزمة الاقتصادية التي نشهدها تركت الملايين من الأمريكيين يعانون  البطالة، والأحلام المتناثرة، والحياة الضائعة، والخطط المؤجلة، والآمال الخافتة التي ترصدتنا من جميع الجوانب."

..."لم يكن الحال هكذا في الماضي، وبالتأكيد لن يظل الوضع هكذا في المستقبل، نحن جميعنا منخرطون في هذا الوضع، وباتحادنا يمكننا التخلص من هذه المصاعب. فقد قمت بالتعاون مع بول رايان بوضع خطة مبنية على خمسة عناصر أساسية يمكنها أن توفر أكثر من 12 مليون وظيفة خلال الأربع سنواتٍ المقبلة."

..."سنقوم بإنتاج المزيد من الطاقة المخصصة لتدفئة المنازل، ولتعبئة وقود سياراتنا، وبالتالي يمكننا أن ننمي اقتصادنا. سنوقف الحرب التي شنها أوباما للحصول على الفحم، سنوقف تلهفه للنفط، وجهوده التي يحاول من خلالها الحصول على الغاز الطبيعي بنفس الآليات التي تستهلك هذا الغاز، سندعم الطاقة النووية والطاقة المتجددة، لكننا سنوقف الدعم الحكومي لدى تمكن الشركات من الصمود لوحدها. سنستثمر في علوم الطاقة والأبحاث لنتوصل إلى اكتشافاتٍ من شأنها تغيير ملامح الطاقة العالمية. وبحلول عام 2020 ستحظى أمريكا الشمالية باستقلالها في مجال الطاقة."

... "سنقوم بتجديد الطاقة التوظيفية لوظائف المستقبل، ونحرص بحصول كل طفلٍ على تعليمٍ بجودةٍ عالية مهما كان المكان الذي يقطن فيه، ويتوجب أن يتوفر للآباء والطلاب خياراتٌ أفضل من تلك المتوافرة للإداريين والاتحادات.. فنظام إعادة التأهيل الذي نشهده الآن يعتبر متاهةً من التشريعات الفدرالية التي تفرض 47 برنامجاً مطبقاً بواسطة تسع مؤسسات، سوف نقوم بإلغاء هذه العملية المكررة ونعمل على تقوية الولايات الخمسين والقطاعات الخاصة لتقوم كل منها بتكوين مفهومها عن البرامج الفعالة المناسبة لها."

..." سنجعل التجارة أمراً ناجحاً بالنسبة إلى أمريكا، سنفتح أسواقاً أكثر أمام زراعة أمريكا ومنتجاتها وخدماتها، وسنقوم بمحاسبة أية أمة لا تتقيد بالقواعد التي سنرسمها، وسوف أدافع عن حقوق ومطالب عمال أمريكا وموظفيها."

..."سنعيد إلى واشنطن صوابها، ونحدد الميزانية التي سمحت للنظام الفدرالي بالاستعارة والاقتراض مما أودى باقتصاد أمريكا إلى انهيار تحقق خلال أربع سنوات بشكل لم تحققه الإدارات السابقة مجتمعة. سنعيد أمريكا إلى المسار الصحيح بتحديد ميزانية معتدلة ستقوم على إلغاء البرامج غير الضرورية، وسيتم ذلك من خلال تحديد كل ولاية لبرامجها لتخفيف التدخلات وتقليل التكلفة، ومن خلال تقليص نفوذ واشنطن البيروقراطي."

..."وأخيراً سنخلق من الأعمال الصغيرة بطولات للأمة، فهي المحرك العظيم لبلادنا، ويمكننا فعل ذلك من خلال إصلاح نظام تحصيل الضرائب وتجديد تشريعاتنا التي خنقت اقتصادنا لنعيد تشكيلها."

...."ليس هناك أمرٌ يسهل تحقيقه في واشنطن، لكن الأمور التي أشرت إليها مذكورة في الاتفاقية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وسأتعاون مع أعضاء كلٍّ من الحزبين لتحقيقها. وبصفتي حاكمٍ لولايةٍ اتصفت بكونها ديمقراطيةً لأبعد الحدود، فإنني كنت مستعداً دائماً للتغلب على المصاعب، ويمكنني وبكل فخرٍ أن أشير إلى النتائج المتحققة عن ذلك، فقد تعلمت أنه لو اتحدنا سوياً لمعالجة مشاكلنا بروحٍ عملية فإنه بإمكاننا تحقيق المعجزات."

..."وبهذا الخصوص، فإنني أعرض عليكم تجربة معاكسة لما نشهده في واشنطن اليوم، شهدنا كيف قام حزبٌ واحدٌ بدفع أجندته إلى حيز التطبيق دون التساوم مع الحزب الآخر.. شاهدنا طغيان الصراع الجامد على القضايا المتصلة مباشرة مع حال أمتنا، مثل حالة البطالة المزمنة وارتفاع عدد الأشخاص الذين ظلوا دون مسكن. يتوجب وضع حد للمشاحنات، وأنا الشخص الذي يمكنه وضع حد لها، إذ يمكنني أن أتجاوز المصاعب لحل مشاكل أمريكا."

...."حالتنا الاقتصادية لا تهدد مواطنتنا الصالحة فحسب، بل تندرج في ظلها عواقب أعمق على أرض الواقع، فالوضع الاقتصادي الهش الذي شهدناه لعدة سنواتٍ عمل على إضعاف موقفنا - وبشكلٍ منذر- من السياسات الخارجية، فحجم الإنفاق المحلي أدى بالرئيس الأمريكي إلى اقتراح تخفيض حجم الإنفاق على الدفاع الأمريكي بمئات مليارات الدولارات، وهو التخفيض الذي أقر وزير الدفاع التابع للرئيس ذاته بأنه يمكنه أن "يدمر" الأمن القومي."

...."وتعتبر أهم الوظائف المتعلقة بأي رئيس، والمذكورة في دستورنا أن يهتم بالدرجة الأولى بالدفاع عن الأمة، ومن خلال رئاستي سأقوم بإلغاء التخفيض العميق والمدمر الذي أجراه الرئيس لأحرص على التقوية العسكرية، إذ يتوجب أن نوفر ما يلزم لجنودنا ليقوموا بإتمام مهامهم دون أن تنقصهم المواد اللازمة لكي يعودوا إلى موطنهم بأمان. ولطالما آمنت بأن الغرض الأساسي لتكوين قوة عسكرية قوية يكمن في منع الحروب، ومنع حصول الحروب هو أمر يهم العالم بأسره، سأضمن بأن قوتنا العسكرية ستتمكن من الصمود بشكلٍ قويٍّ بحيث لن يجرؤ أي أحدٍ على فرض تحدياتٍ خارجيةٍ أمامنا."

...."لنستذكر تاريخنا سوياً.. لقد حققنا الكثير حتى الآن.. حققنا الكثير داخل الوطن وخارجه، تغلبنا على الطغاة، وأنقذنا مئات الملايين من الفقر، وحولنا مجتمعنا إلى اتحادٍ مثالي، وخلقنا أرض الحريات والفرص، فالمشاكل التي نواجهها الآن ليست أكبر من طاقاتنا، يمكننا التغلب عليها.. وأنا أعرض عليكم التغيير الحقيقي والقرار الحقيقي."

(ملاحظة المحرر: موقع CNN بالعربية قام بترجمة المقال الذي خص به ميت رومني، المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في انتخابات 2012 شبكة CNN إلى اللغة العربية.)