دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تقاطعت مواقف الكنائس المشرقية المختلفة حيال طائفة المورمون التي ينتمي إليها المرشح الجمهوري، ميت رومني، إذ لا تنظر تلك الكنائس عادة بالكثير من الارتياح نحو المعتقدات المختلفة الوافدة من الخارج، غير أنها تحرص على تجنب المزج بين مواقفها المبدئية ونظرتها إلى المعادلات السياسية القائمة.
ففي مصر، قال الأنبا بولا، المتحدث باسم الكنيسة القبطية، إن الكنيسة "لا تهتم بتبعية المرشح الجمهوري بانتخابات الرئاسة الأمريكية ميت رومني لطائفة المورمون."
وتساءل الأنبا بولا، في حديثه لـCNN بالعربية قائلا: "وماذا لو كان الرئيس الأمريكي يحمل الديانة البوذية أو غيرها؟ هل كان سيغير في الأمر شيئا؟" مضيفا أن الانتخابات الأمريكية "شأن داخلي وليس للكنيسة المصرية شأن بها لأنها ليست دولة قائمة بذاتها."
وأضاف الأنبا بولا، والذي أدار الانتخابات القبطية على الكرسي البابوي:"الإدارة الأمريكية تلعب دورا سياسيا وليس دينيا، والرئيس الأمريكي ينظر في القضايا الداخلية أكثر من الخارجية، ومن الخطأ التصور بأن الرئيس الأمريكي سيكون خادما للقضايا القبطية أو الإسلامية بالشرق الأوسط."
وحول تبعية طائفة المورمون للديانة المسيحية قال: "احتفظ بالرأي لنفسي وليس للعلن والإعلام."
وتابع الأنبا بولا قائلا: "الكنيسة بمصر كان لديها شعور بعدم الرضا على إدارة الرئيس باراك أوباما" رافضا الخوض في تفاصيل هذا الأمر.
وشهدت علاقة الأقباط بمصر وإدارة الرئيس الأمريكي الحالي، أوباما، توترا على مدار العامين السابقين، حيث رفضت قيادات قبطية مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في زيارتها لمصر بعد أيام من تولي الرئيس المصري محمد مرسي، الحكم في يوليو/تموز الماضي.
واتهم عدد من القيادات القبطية، على رأسها نجيب ساويرس وجورجيت قلليني، الإدارة الحالية بأنها تشجع تيار الإسلام السياسي وتتجاهل باقي التيارات الأخرى.
من جانبه، قال الأب نبيل حداد، مدير مركز التعايش الديني في العاصمة الأردنية عمّان، رداً على سؤال حول سبب نظرة الطوائف المسيحية نحو المورمون على أنهم أتباع ديانة مغايرة، بالقول إن معتقدات المورمون "تقوم على أن الله الأب كان إنساناً له جسد وعظم وعاش على الأرض ثم أصبح إلهاً."
وأضاف حداد أن المورمون يعتقدون بأن الإنجيل "قد تعرض للتحريف" وأن الكنيسة "حررت أجزاء مهمة من الكتاب المقدس،" بالإضافة إلى أنهم يؤمنون بأن الإنسان "يمكنه الحصول على الخلاص من خلال طاعته لكتاب المورمون، إذ لديهم إنجيلهم الخاص، وهو الكتاب الذي ألفه مؤسس هذه الطائفة" بإشارة إلى جوزيف سميث.
ونظراً لأن أفراد هذه الطائفة يبنون عقيدتهم على مثل هذه المبادئ، خاصةً وأن سميث يعتبر نبي هذه الطائفة، فبالتالي توجد هنالك العديد من الاختلافات الجوهرية تبعدهم عن الديانة المسيحية، وفق ما علمته الكنيسة المقدسة منذ ألفي عام، وبالتالي ليس هنلك من مشترك بين كل من طائفة المورمن والديانة المسيحية، وفقاً لحداد.
وحول التبعات الايجابية أو السلبية التي قد تترتب على فوز رومني برئاسة الولايات المتحدة بكونه ينتمي إلى طائفة المورمون، قال حداد: "نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تفصل ما بين الدين والدولة بدايةً، فهي دولة مدنية تسمح بالحرية الدينية وبتعدد الديانات، وبالتالي فإن وجود رئيسٍ في البيت الأبيض أياً كان انتماؤه الطائفي ينبغي أن لا يخالف هذه القاعدة."
وأضاف: "كما نجد لدى مطالعتنا لأدبيات الطائفة المورمونية أنهم يؤمنون أن جميع اليهود سيعودون إلى أورشليم (القدس) قبل المجيء الثاني، وسيجتمع المورمون مع اليهود في نهاية المطاف، وبالتالي نجد بأن توظيف الدين أو أي أسفار أو كتب مقدسة -سواء كانت هذه الكتب قد صدرت عن وحيٍ أو من أي مصدرٍ آخر- لخدمة خطط وإنجازات سياسية، يعد مخالفةً للقانون الأمريكي بالدرجة الأولى، كما يخالف التعاليم المسيحية التي تقول بأن مملكة المسيح ليست من هذا العالم."
أما الراهبة روث يونغبيرغ، وهي متطوعة في المساعدات الإنسانية لدى الجمعية الخيرية التابعة لـ" كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة" - الاسم الرسمي لكنيسة المورمون- فقالت إن رومني يستحق الفوز لأنه "رجل صادق ومحترم."
وأضافت يونغبيرغ، التي تعمل في مجال المساعدات في الأردن، إنه رغم كون رومني من أتباع الطائفة المورمونية، إلا أن حكمها عليه ينبع من واقع مصداقيته العالية وخبرته.
وحول إمكانية تأثير فوز رومني على وضع طائفة المورمون في الشرق الأوسط، قالت يونغبيرغ: "أسسنا الجمعية الخيرية في الأردن منذ عامين، وقد لاحظنا التركيز على الطائفة المورمنية الذي تواكب مع انتخابات الرئاسة الأمريكية."
وأضافت:" لا أعتقد بأن انتخاب رومني يمكنه أن يؤثر على وضع المورمن في الشرق الأوسط، إذ أنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولن يقوم بالتلويح بلعبة الطائفة المورمنية في المنطقة."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.