دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مع تقدم المفاوضات بين إيران والدول الكبرى تدور التساؤلات حول النتائج المرتقبة للحوار المتعلق بالملف النووي الخاص بطهران، ولكن في خلفية المشهد يرى البعض أن لدى طهران ما يدفعها إلى فقدان الثقة بالغرب والتشكيك بدوافعه بنفس درجة تشكيك أمريكا بمصداقيتها، وذلك لأسباب تاريخية تتعلق بأحداث عاشتها السياسة الإيرانية.
أولا: الانقلاب ونظام الشاه
نجحت ثورة عام 1979 في إيران بالقضاء على حكم أسرة الشاة التي امتاز عهدها بالفساد والقمع السياسي، كما كان الشاه دمية في يد الولايات المتحدة بعدما جرى تنصيبه على خلفية انقلاب عام 1953 الذي يعتقد على نطاق واسع بأنه من ترتيب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA القلقة من ميل رئيس الوزراء الأسبق، محمد مصدق، إلى السوفيت.
وقد كشفت وثائق أمريكية مؤخرا عن مدى الدور الذي لعبته CIA في العملية، ويبدو أن الأمر لم يرق للإيرانيين رغم مرور كل تلك السنوات، إذ أجاز البرلمان الإيراني مؤخرا مقاضاة أمريكا بسبب هذا الدور في محاكم دولية.
ثانيا: حرب العراق واستخدام الكيماوي
عندما خاضت إيران الحرب الضارية مع العراق طوال ثماني سنوات بين عامي 1980 و1988 كانت في الوقت نفسه تقاتل في الخفاء عدوا ثانيا هو الولايات المتحدة التي أمدت العراق بالسلاخ والمال والمعلومات الاستخبارية، وما يغضب الإيرانيين أيضا موقف أمريكا المتساهل حيال استخدام نظام صدام حسين للسلاح الكيماوي في تلك الحرب.
ثالثا: إسقاط الطائرة الإيرانية 655
في صيف عام 1988 كانت السفن الحربية الأمريكية تبحر في الخليج لحماية مضيق هرمز والسفن التجارية وناقلات النفط خلال سنوات الحرب بين العراق وإيران، وقد كانت تلك المهمة محفوفة بالمخاطر، فقبل عام أطلقت مقاتلة عراقية النار بالخطأ على سفينة أمريكية، ما أدلى إلى مقتل 37 بحارا أمريكيا.
وفي الثالث من يوليو/تموز من ذلك العام أطلقت زورق حربي إيرانية النار على مروحية أمريكية كانت منطلقة من البارجة "فينسينيز" وقد عمدت البارجة إلى مطاردة الزورق الإيراني في نفس توقيت انطلاق رحلة طيران مدنية إيرانية من بندر عباس باتجاه دبي حملت الرقم 655، واعتقد طاقم السفينة الأمريكية أن الطائرة الإيرانية مقاتلة حربية بسبب انطلاق بعض المقاتلات الإيرانية سابقا من بندر عباس، ما أدى إلى إسقاطها ومقتل 274 راكبا و16 من أفراد الطاقم.
قد دفعت الولايات المتحدة لاحقا تعويضات بقيمة 61.8 مليون دولار لعائلات الضحايا، ولكنها لم تقر بمسؤوليتها أو تعتذر عن الحادثة، كما أن إيران لم تنس، وقد عرض تلفزيونها الرسمي فيلما وثائقيا عن الحادثة بذكرى مرور 25 سنة على وقوعها قبل أشهر.
رابعا: محور الشر وضرورة تغيير النظام
بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 حاولت الولايات المتحدة التعاون مع إيران بما يخص مواجهة حركة طالبان الأفغانية، وكان هناك فرصة لحصول اختراق إيجابي في العلاقات، ولكن في يناير/كانون الثاني 2002 وصف الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، إيران بأنها أحد أضلاع "محور الشر" الذي يضم أيضا العراق وكوريا الشمالية، وأضاف أن ذلك المحور يهدد "الحضارة الإنسانية."
وعزز ذلك الموقف لدى إيران التصور بأن الهدف النهائي للولايات المتحدة لا يتعلق ببرنامجها النووي وإنما بتغيير نظامها السياسي، وهو أمر تحدث عنه بصراحة السيناتور الجمهوري، جون ماكين، الذي دعا واشنطن إلى العمل من أجل إسقاط النظام الإيراني، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى القول علانية أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأن بلاده لا تهدف إلى تغيير النظام في طهران.
تنويه: المقال للكاتب مايكل كراولي من مجلة "تايم" ولا يعكس بالضرورة آراء CNN.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.