بقلم سوذا ديفيد ولب-صندوق مارشال الألماني

(CNN)-- لقي خطاب الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي في برلين قبل نصف قرن من جمع ضم أكثر من 100000 ألماني كانوا يطلبون دعم بلاده "لألمانيا الغربية" في وقت كانت فيه برلين رمزا للحرب الباردة.

وعندما كان يقوم بحملته الانتخابية عام 2008 حصل الرئيس الحالي باراك أوباما على ضعف ذلك العدد من الداعمين لسياساته التي رأى فيها محللون آفاقا لوضع جديد يتضمن فيما يتضمن ألمانيا مختلفة.

وستعكس زيارة الدولة التي يقوم بها أوباما إلى ألمانيا والتي تتضمن أيضا خطابا في نفس المكان الذي ألقى فيه كنيدي كلمته الشهيرة، توافق رؤى الديمقراطيين والجمهوريين بشأن ضرورة أن تلحق ألمانيا بمكانها الطبيعي: أن تغادر الظل وتتصرف كقوة شرعية في ميدان الأعمال.

ورغم أنها حليفة تقليدية للولايات المتحدة تماما مثل بريطانيا وفرنسا، إلا أن برلين حرصت على أن تبقى في الخط الخلفي فيما كان يحيل على رغبة منها في الاختفاء بسبب الوضع الأمني الحارق الذي يلف العالم.

ولعبت الظروف التاريخية دورا مهما في اختيار ألمانيا أن تركز على القوة الاقتصادية بدلا من العسكرية وها هي اليوم تحصد النتائج.

فبريطانيا تنفق ضعف ما تنفقه ألمانيا على الملفات العسكرية وفرنسا تأتي خلف بريطانيا من هذه الناحية.

لكن الآن ها هي ألمانيا تعد تقريبا الدولة الوحيدة في العالم التي نجت من آثار الأزمة المالية والظروف الاقتصادية الصعبة التي تترنح بسببهما باريس ولندن.

وتضمن خطابا الأمة اللذان توجه بهما أوباما في السنتين الأخيرتين الإشارة إلى ألمانيا بما يعكس إيمانه بكونها قوة دولية ولعب رئيس في الملفات الاقتصادية وغيرها.

كما أن المستشارة أنغيلا ميركل حظيت باستقبال لم يحظ به بقية الزعماء في البيت الأبيض ويكفي أنها أول "زعيم" ألماني يلقي خطابا أمام الكونغرس خلال نصف قرن.

وتعول واشنطن على هذه العلاقة لتدفع لتدفع بالعلاقات الترانس-أطلسية إلى المستوى المثالي لاسيما مع تركيز فرنسا وبريطانيا على بعض المشاكل الداخلية.

وبإمكان ألمانيا أن تقدم الكثير من الدروس لدول العالم فيما يتعلق السياسات الاقتصادية والاجتماعية في زمن تطبعه سياسات التقشف.

وترغب واشنطن من برلين أن تلعب دورا أكثر فعالية على المستوى العسكري بصفتها عضوا في الناتو، دون نسيان دورها المتعاظم فيما يتعلق بالتجارة الدولية بصفتها قوة تصدير عملاقة.