القاهرة، مصر (CNN)-- تزايدت خلال الآونة الأخيرة، ظاهرة استغلال الأطفال كـ"وقود" لإشعال الصراعات السياسية في مصر، منذ ظهورهم بشكل مكثفة في اعتصامات أنصار الرئيس "المعزول"، محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" بالقاهرة، و"النهضة" بالجيزة.

وفي أعقاب "عزل" الرئيس السابق، في الثالث من يوليو/ تموز الماضي، قام عدد من أنصار جماعة "الإخوان المسلمين"، بتأسيس حركة أطلقوا عليها اسم "أطفال ضد الانقلاب"، وكما يبدو من اسمها أنها حركة ذات توجهات سياسية، وغالبية، إن لم يكن كل أعضائها، من الأطفال.

وبلغت خطورة استغلال الأطفال في الصراع بين جماعة "الإخوان" والحكومة الحالية، حدتها مؤخراً، عندما أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة عن إحباط ما وصفها بـ"مخططات للجماعات الإرهابية، لاستغلال الأطفال في عملياتها"، التي تستهدف الجيش والشرطة.

وقال المتحدث العسكري، في بيان تلقته CNN بالعربية الأربعاء، أن عناصر من القوات المسلحة ألقت القبض على طفل يُدعى أيوب موسى عياد، يبلغ من العمر 12 سنة، "لقيامه بمراقبة تحركات دوريات القوات المسلحة الثابتة والمتحركة، بمدينة الشيخ زويد"، في شمال سيناء.

هيئة حكومية مصرية: قاتل طفل العمرانية "إخواني"

وفي تطور لاحق، يبدو أنه جاء على خلفية بيان المتحدث العسكري، أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة الخميس، عن تقدمه ببلاغ ضد مؤسس "أطفال ضد الانقلاب"، متهماً إياه بـ"استخدام الأطفال في المشهد السياسي من قبل الجماعات الإرهابية، مما يعرض الأطفال للخطر."

ولم يتوقف استغلال الأطفال في الصراعات السياسية فقط على جماعة "الإخوان"، التي أعلنتها الحكومة "تنظيماً إرهابياً" مؤخراً، بل يمتد أيضاً ليشمل عدداً من المنظمات والتجمعات المؤيدة للوزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، والذين يطالبونه بالترشح لرئاسة مصر.

وبحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد صدر عن وزارة التضامن الاجتماعي قرار الخميس، بإحالة مجلس إدارة إحدى دور رعاية الأيتام إلى التحقيق، بتهمة "استغلال الأطفال في التظاهر السياسي."

رئيسة المجلس القومي للمرأة بمصر: الإخوان انتهكوا حقوق الأطفال

ونقلت الوكالة الرسمية عن أحد مساعدي وزير التضامن قوله إنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في مخالفات "دار الراضي للأيتام"، بعد قيامها بدفع عدد من الأطفال للمشاركة في مؤتمر لمطالبة الفريق عبدالفتاح السيسي بالترشح لرئاسة الجمهورية.

وبينما ذكر المسؤول الحكومي أن الوزارة "سبق وأن وقفت ضد جماعة الإخوان المسلمين، لاستغلالهم الأطفال في المظاهرات"، فقد أكد أنها "لن تتوانى عن مواجهة أي انحراف في المؤسسات الموكل للوزارة الإشراف عليها"، على حد قوله.