تونس(CNN)-- اضطر رئيس المجلس التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر، الأحد، إلى رفع جلسة مخصصة لمتابعة التصويت على فصول الدستور الجديد، بعد تنديد الكثير من النواب بتصريح أدلى به قيادي في حركة النهضة، فهم منه تحريض على اغتيال نائب يساري معارض بارز.

وقبل الانطلاق في المداولات بشأن بقية فصول الدستور، طالب نواب من المعارضة ومن الموالاة بالكلمة، منددين بشدة بتصريحات إذاعية أدلى عضو المكتب السياسي لحركة النهضة الحاكمة الحبيب اللوز.

وقبل ذلك بيوم، قال اللوز، وهو سجين سياسي سابق زمني الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، في تصريحات إذاعية إنّ النائب منجي الرحوي (القيادي في الجبهة الشعبية وحزب الوطد الموحد الذي كان يتزعمه الزعيم الراحل المغتال شكري بالعيد) معروف "عنه مواقفه من الإسلام ونترك أمره للشعب ليتصرف معه."

وقبل تلك التصريحات، كان النائب منجي الرحوي قد اتهم نواب حركة النهضة بتنفيذ مؤامرة على "الدستور التونسي" عبر حركانه من حقه في التدخل عند مناقشة الفصل المتعلق بالموقف من اعتبار الإسلام دين دولة أم دين الشعب.

وكان الرحوي قد صوّت مع الفصل الذي حظي بالإجماع والذي يعتبر تونس "دولة مدنية دينها الإسلام" ولم يعارضه مشددا في تصريحاته العلنية على كونه مسلما وأن الشعب التونسي مسلم، لكنه أراد فقط توضيح موقف المعارضة من ضرورة عدم ترك مجال لسوء تأويل الفصل المتفق عليه من قبل أي طرف في المجتمع.

وفي جلسة الأحد، بدأ نائب من حزب المؤتمر-حليف حركة النهضة في الائتلاف الحاكم- بتوجيه انتقاد حاد للنائب حبيب اللوز، مطالبا إياه بالاعتذار الشفهي العلني والكتابي عن تصريحاته "التي لا تدخل سوى في خانة التكفير الذي لا يتفق مع روح التوافق التي تميز أعمال المجلس."

ثمّ أخذ الكلمة القيادي المعارض سمير بن عمر الذي طلب بطرد النائب حبيب اللوز خارج القاعة، مهددا بانسحاب المعارضة وتعطيل أعمال المجلس في حال لم يتم ذلك.

ومن جهته، ندّد قيادي في حزب التكتل-وهو شريك حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم- بتصريحات حبيب اللوز، معتبرا أنّ تصريحاته مثيرة للكراهية وتقسّم الشعب وأنه لا بديل له سوى الاعتذار والقطع على الفور مع عقلية التكفير.

 الزعيم المعارض الراحل شكري بالعيد

 

ثم تناول الكلمة النائب منجي الرحوي الذي أكد تلقيه معلومات تفيد بوجود مخطط إرهابي "لتصفيته جسديا في ظرف 48 ساعة على إثر تصريح اللوز الذي قال فيه أن الرحوي عدو الإسلام."

وقال زعيم حركة الوطد الموحد زياد الأخضر في بيان تلقت CNNبالعربية نسخة منه "مرة أخرى وعلى غرار ما صرّح به قبيل إغتيال الرفيق الشهيد شكري بلعيد يقدم داعية التطرّف والإرهاب الحبيب اللوز على ارتكاب جريمة التكفير في تصريح يتضمن إتهاما مباشرا للرفيق المنجي الرحوي بالكفر ومعاداة الإسلام ما يمثّل إهدارا صريحا لدمه وتحريضا صريحا على اغتياله." وحمّل البيان الحكومة الحالية ووزير داخليتها المسؤولية الكاملة في ضمان السلامة الجسدية للرحوي والنيابة العمومية والهياكل القضائية ذات الصلة مسؤولية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتتبّع القائمين على هذه الفتاوي ومحاسبتهم."

وفي محاولة لاحتواء الوضع، أصدرت حركة النهضة بيانا نأت فيه بنفسها عن تصريحات القيادي في مكتبها السياسي حبيب اللوز، قائلة إنها تلزمه وحده.

وعند استئناف الجلسة، تقدّم حبيب اللوز باعتذار علني من جميع نواب المجلس، معترفا بأنّ تصريحاته "شابها التوتر."وسبق للمعارضة ان اتهمت اللوز بقيادة حملة تحريض ضدّ شكري بالعيد.

تونس: "التأسيسي" يبدأ بالتصويت على مشروع الدستور الجديد