الرئيس القبرصي لـCNN: ثروات الغاز تحت البحر ستساعد بتوحيد الجزيرة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أنه من المبكر السعي للحصول على الطاقة تحت المياه الزرقاء الصافية للبحر الأبيض المتوسط، إلا أن الأمر قد يكون في نهاية المطاف مكافأة كبيرة لقبرص.
ويعتبر شرق المتوسط جبهة جديدة للطاقة في ظل صدور تقرير في العام 2010 عن هيئة المسح الجيولوجية الأمريكية، والتي قدرت وجود 122 تريليون قدم مربع من الغاز في المنطقة.
وفي هذا الإطار، حددت إسرائيل، ولبنان، ومصر، حدودها البحرية، حتى يتم تقييم إمكانيتها.
ولكن بالنسبة إلى قبرص، والتي لا تزال منقسمة بين الجنوب القبرصي اليوناني، والشمال القبرصي التركي، فإنه يمكن للمكافآت أن تكون أكثر من مجرد مالية.
ووفقاً لرئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسياديس، فإن الإمدادات الغنية للطاقة، قد تساعد على توحيد الجزيرة.
وقال أناستاسياديس لشبكة CNN إن "فوائد استغلال ثروات الطاقة تسير لمصلحة جميع السكان في قبرص سواء كانوا من القبارصة اليونانيين أو الأتراك،" مضيفاً أن "ما أقوله هو محاولة لإقناع مواطينا أن هذه الثروة تنتمي للدولة، والسكان في قبرص. أنتم (القبارصة الأتراك) تحملون الجنسية القبرصية أيضاً، دعونا نجد حلاً على أساس اتفاقنا، ومن ثم يكون لديكم نسبتكم الخاصة في المشاركة في هذه الثروة."
وتجدر الإشارة، إلى أن شركة "نوبل إنرجي" ومقرها في تكساس، قامت بأول أعمال الحفريات في المياه القبرصية خلال فترة الصيف الماضي. وستبدأ شركتا "توتال" الفرنسية و"ايني" الايطالية، بأعمال التنقيب في وقت لاحق خلال العام الحالي.
وبين موانئ ليماسول ولارنكا، يوجد خطط لإقامة منشأة تبلغ كلفتها 10 مليار دولار لإدارة الغاز الطبيعي المكتشف في البحر.
وقال المسؤولون القبرصيون إن "الاحتياطات في الكتلة الواحدة التي تم مسحها حتى الآن، من شأنها أن تمثل أكثر من 100 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد الذي تبلغ قيمته 23 مليار دولار."
وأوضحت المؤشرات المبكرة من "نوبل إنرجي" أن هناك عدة ملايين من براميل النفط في أراضيهم أيضاً.
ويعتقد أناستاسياديس بضرورة تعلم درس من تجارب الدول الأخرى التي تملك احتياطيات كبيرة للطاقة.
وقال الرئيس القبرصي: "لهذا السبب نحن نتحدث عن النموذج النرويجي"، في إشارة الى صندوق الثروة السيادية في البلاد الاسكندينافية التي تستثمر جزءا كبيرا من الأموال المتولدة من حقول النفط والغاز تحت مياهها.
ويأمل أناستاسياديس في الوقت ذاته، بإدارة التوقعات إلى مستوى الثروة التي يأمل القبارصة كسبها.
وأضاف الرئيس القبرصي: "نحن نحاول التوضيح للناس أنه عندما نتحدث عن الطاقة، نحن نتحدث عن أجيال المستقبل وليس عن أجيال الحاضر فقط. ولكن، من المهم أن لا يكون لديهم أي توقعات بأننا قد نصبح مثل الإمارات في الخليج العربي وأمثلة أخرى."
ويعترف أناستاسياديس أيضا أن العوامل الخارجية لديها الأثر المحتمل لكيفية تطور هذه الصناعة الجديدة المربحة في المنطقة.
وأكد الرئيس القبرصي أن "تركيا انتهكت المنطقة الاقتصادية (لقبرص) في السنوات الأخيرة، إذ أنها تحاول التأثير على العلاقات بين القبارصة اليونانيين والأتراك."
أما هذه الإجراءات قد لا تزال تؤثر على محاولات توحيد البلاد في المستقبل، لكنه واثق أن الأمر لن يكون كذلك.