هل ينجح بلد الفراعنة في نفخ الروح بسياحته من جديد؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن مصر شهدت انخفاضاً بعدد السياح منذ بداية الثورة في العام 2011، إلا أن بلد الفراعنة يأمل في جذب السياح إليه من جديد.
ومنذ ثورة العام 2011 التي أدت إلى الاطاحة بالرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، انخفضت نسبة السياح إلى 32 في المائة، ما أدى إلى خسارة أكثر من 2.5 مليار دولار.
وفي محاولة لجذب السياح، أطلقت وزارة السياحة المصرية حملة "وحشتونا" في بداية آيار/مايو الحالي. وتم الترويج للحملة على وسائل التواصل الاجتماعي. وعوضاً عن التركيز على الآثار التاريخية والأهرامات فقط، ركزت الحملة على أوجه الفخامة والفنادق الراقية ومراكز التسوق في مصر.
وأوضحت وزارة السياحة المصرية إن "هدف الحملة يتمثل بإظهار صورة مصر في أعين السياح بأنها بلد هادئ وآمن في ظل الإضرابات الحالية."
وقال المسؤول عن اتحاد غرف السياحة المصرية، إلهام الزيات، إنه يتوقع أن تثمر هذه الحملة عن نتائج ايجابية بدءاً من آب/أغسطس المقبل.
وخلال السنوات الماضية، جذبت مصر 70 في المائة من السياح من أوروبا، وخصوصاً من روسيا، وألمانيا، وبريطانيا، فيما شكل السياح من دول الخليج نسبة 20 في المائة.
وأصبحت مصر تركز على جذب السياح من البلدان العربية، وذلك بسبب تقلص عدد الزوار الآتين من بلدان جنوب أمريكا وأوروبا، إذ تأمل بتشجيع السياح العرب، وخصوصاً الزوار من دول الخليج، بزيارتها خلال عطلة عيد الفطر.
وأوضح الزيات أن "السياح العرب ينفقون أكثر من الأجانب خلال زياراتهم لمصر، إذ ينفق البعض منهم مئات الآلاف من الدولارات في غضون ثلاثة أيام."
وأشار اتحاد غرف السياحة المصرية إلى أن "السياح الوافدين إلى مصر يمكثون لفترات أقصر مقارنة بالسابق، ما أدى إلى انخفاض حجوزات الفنادق بنسبة 43 في المائة."
وواصلت وزارة الخارجية الأمريكية تحذير مواطنيها من السفر إلى مصر بسبب الاضطرابات الحالية وأعمال العنف المتواصلة.
ويذكر أن ثلاثة رجال أمن قتلوا وأصيب تسعة أشخاص آخرين بالقرب من إحدى الجامعات المصرية في 19 آيار/مايو الحالي، بعدما أطلق رجل مسلح النار عليهم. ووقع الهجوم عندما واجهت قوات الأمن طلاب مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين خلال احتجاجهم ضد الحكومة التي يقودها الجيش.
ورغم أن الحادثة أدت إلى عدم شعور بعض السياح بالأمان، إلا أن حركة السياح عامة، لم تتأثر بشكل كبير.
وفي هذا السياق، قال السائح الأمريكي براين كليبستين إنه قرر زيارة مصر لفترة قصيرة لرؤية المتاحف والآثار التاريخية والأهرامات، مضيفاً أن الأمر سبب له بعض الشعور بالخوف عندما اضطر إلى السير بجانب 24 دبابة تابعة للجيش، للوصول إلى مدخل المتحف المحاذي لميدان التحرير. وأكد كليبستين أن "الأمر كان مفزعاً ولكني شعرت بالطمأنينة في الوقت ذاته."