سعدالدين الهلالي: الاقتصاد الإسلامي ليس مقدسا ولا يجوز تحديد أطر تدخل الدولة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال سعدالدين الهلالي، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن بعض البحوث المتعلقة بالاقتصاد الإسلامي توحي بـ"قدسيته" مع أنه من وضع الفقهاء، مضيفا إنه من غير الجائز جواز تحديد أطر تدخل الدولة في الارتقاء الاقتصادي وآلياته.
وقال الهلالي، في مداخلته الخاصة بالتعليق على الأبحاث التي تناولت دور الدولة في الاقتصاد وفق تأصيل الفقه الإسلامي خلال "ندوة البركة" التي عقدت مؤخرا في مدينة جدة السعودية، إن بعض الأبحاث شهدت "قدحا" في المصارف التقليدية، "ووصف عملها بالربا"، كما انتقد ما وصفه باستخدام "لغة أسبقية الفقه الإسلامي وعصمته للتطور الإنساني" لدى المقارنة بالأنظمة "الوضعية" مثل الرأسمالية والاشتراكية معتبرا أن هذه اللغة "تجذر العصبية بين الناس ولا تفتح باب الود."
وتابع الهلالي، المعروف بتقديم العديد من البرامج التلفزيونية الدينية، بالقول، إن البحوث وفق منظور أو قواعد الاقتصاد الإسلامي "توحي بقدسية هذا الاقتصاد، مع أنه من وضع الفقهاء، وتتعدد أوجهه بتعدد واضعيه ودارسيه في تضييق دلالة النص أو توسعتها بما يحقق الطمأنينة لدى كل مجتهد على حدة."
ولفت الهلالي إلى عدم جواز تحديد أطر تدخل الدولة في الارتقاء الاقتصادي وآلياته، بل يجب ترك ذلك "للمنافسة بين الدول في خدمة مواطنيها ورفاهيتهم بولاية ذوي الشأن في الإدارة والسياسة والخبرة وليس بولاية الفقيه الموصوفة بالشرعية" داعيا إلى "إعادة الثقة لعموم المسلمين في اختيارهم الفقهي."
وقد اتصلت CNN بالعربية بالشيخ الهلالي لاستيضاح ملاحظاته فذكر أنه اعترض على ما اعتبره "قدحا" بالمصارف التقليدية باعتبار أن الطرف الآخر "لم يكن موجودا ولا يمكنه الرد" مضيفا: "الموضوع لم يكن مناقشة البنوك التجارية بل دور الدولة في الاقتصاد من وجهة نظر الفقه الإسلامي ولا علاقة لهذا الأمر بكون البنوك التجارية ربوية أو غير ربوية."
وتابع بالقول: "لذلك كانت وجهة نظري أن هناك عملية إقحام للبنوك التجارية في بعض الأبحاث، وتعميم القول بأنها لا تقدم إلا القروض وليس فيها ودائع، بينما من حق الطرف الآخر الدفاع عن وجهة نظره والقول بأن يوفر ودائع مضمونة من البنوك المركزية فنحن لسنا وكلاء عن الله لنجزم بأمر دون آخر."
ورفض الهلالي ما قال إنه "حرص لدى البعض على إبطال قول المخالفين" حول بعض عمليات المصارف مضيفا: "على المستوى الفقهي هناك وجهات نظر احترمها لكل طرف، أما على المستوى الشخصي فهذا أمر سري متروك لكل شخص."
وختم الهلالي حديثه مع CNN بالعربية بالقول: "اجتهاد المجتهدين يجب أن ينسب إليهم وليس إلى الدين نفسه، فالرأي الذي يرد اليوم إنما هو رأي الفقيه، وغدا قد يأتي فقيه أو مجتهد آخر ويطرح أمرا ثانيا."