ما تأثير العقوبات الإقتصادية على بيع الشقق السكنية الفاخرة في طهران؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرحب أحد الأحياء الأكثر تميزاً في شمال طهران، بحديقته المستوحاة من الأسلوب الياباني وشلالاته المصغرة، بالمشترين المحتملين لإحدى الشقق السكنية الفاخرة التي بنيت حديثاً في الحي.
وتتكون الشقة السكنية من أربع غرف نوم، وأربعة حمامات غطيت أرضيتها بالرخام، ومطبخ كبير مفتوح على البيت بكامله، وأنظمة الإضاءة الإلكترونية، ووسائل الراحة الأخرى التي تنافس فنادق الخمس نجوم.
ويبلغ سعر الشقة الفاخرة ما قيمته 3.5 مليون دولار. وقالت الوكيلة العقارية بحار خليلي إن "السعر يناسب فخامة الشقة السكنية،" مضيفة أن "هذه الشقق السكنية تعتبر واحدة من بين أفضل الشقق السكنية في طهران، والتي تقع في مبنى استثنائي من تصميم أفضل متعهد للبناء في المدينة."
ولكن، خلال العام الماضي، بقيت هذه الشقة السكنية الفاخرة فارغة من دون أي مشتري، فيما ما زالت نصف الوحدات السكنية الأخرى في المبنى الذي يتألف من ستة طوابق فارغة أيضاً."
وهذا حال عشرات الآلاف من الشقق السكنية الفاخرة الأخرى في جميع أنحاء طهران، وجميعها عرضت للبيع، ولكنها فاغرة بلا مشترين.
وقالت الخليلي: "في الوقت الراهن لدينا الكثير من الشقق الفاخرة، التي لا تباع وتبقى فارغة بسبب ارتفاع الأسعار."
وارتفعت أسعار الشقق السكنية في طهران في بداية العام 2012، بعد مرور وقت قصير من فرض القوى الغربية أصعب جولة من العقوبات الاقتصادية ضد ايران، لكبح برنامجها النووي المتنازع عليه.
وشكلت العقوبات ضربة كبيرة لاقتصاد ايران، ما دفع بالعديد من الإيرانيين إلى وضع أموالهم في مشاريع الاستثمار العقارية.
من جانبه، أوضح المحلل السياسي محمد علي شعباني أن "العقارات أصبحت أفضل وسيلة لحماية أموال الناس."
ووافقت الخليلي على هذا الرأي، موضحة أن "هذه الاستثمارات تعتبر الاكثر أماناً بالنسبة إلى الإيرانيين."
وأضافت الخليلي أن "العقارات زادت قيمتها،" مشيرة إلى أن "إحدى الشقق السكنية الفاخرة زاد سعر المتر المربع فيها حوالي ألف دولار، خلال فترة الـ5 أشهر الماضية."
ولكن، مع مستقبل طهران الاقتصادي الذي ما زال من الصعب التكهن به، وفي ظل افتقار الكثير من الإيرانيين إلى القوة الشرائية، فضلاً عن حالة الجمود التي تسيطر على الأسواق، فإن الكثير من الباعة يمتنعون عن بيع العقارات في الوقت الراهن، أملاً في ارتفاع أسعارها، فيما يرفض الكثير من الأشخاص شراء العقارات أملاً في انخفاض أسعارها."
في ظل هذا المشهد، يبقى أفق طهران مكتظاً بالشقق السكنية الفارغة. وفي هذا السياق، تساءلت الخليلي: "كيف يمكن أن يبني الناس المزيد من الشقق السكنية في ظل حالة الركود وعدم البيع."
ورأى المستثمرون أن سوق العقارات ما زال المكان الأمثل للإستثمارات، بانتظار تحسن الاقتصاد الإيراني، واستقرار أسعار الشقق السكنية.