هل يمكن إعادة لبنان إلى خارطة السياحة العلاجية؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لبنان كان وما يزال مستشفى الشرق منذ السبعينيات وحتى الآن، بسبب تميزه بمقومات علاجية وطبية متطورة، هذا ما أكد عليه وزير السياحة اللبناني ميشيل فرعون في مؤتمر السياحة العلاجية التاسع في دبي، والذي يعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
وقال فرعون قي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، إن هناك دول مثل العراق واليمن والسودان وليبيا وغيرها، والتي لا تتمكن من تقديم التطور العلاجي والطبي نظراً للمشاكل التي تعانيها، تجد في بعض الأمكنة ومنها لبنان المكان المناسب للعلاج، مضيفاً أن "هناك طبقة تبحث اليوم عن سياحة طبية خارج بلادها، ولبنان يطمح لاستقبال هذه الطبقة، مقدما أفضل العلاجات المتطورة الطبية."
ورغم أن لبنان يعاني من الكثير من المشاكل السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، رأى فرعون أن مستوى الطب في لبنان ما زال محافظاً على أفضل مستوياته، من خلال الأطباء والجامعات وأحدث التقنيات المستخدمة، الأمر الذي يوازي أعلى المستويات العالمية وبأسعار مقبولة، مقارنة بالجودة والنوعية التي تقدمها المستشفيات في لبنان بطريقة مشابهة للمستشفيات في أوروبا وأمريكا، ومعتبراً أن تشجيع السياحة الطبية في لبنان، يجب أن يتواكب مع مراقبة أكبر.
ويذكر أن "مؤتمر السياحة العلاجية التاسع" ضم حوالي 750 شخصاً يمثلون جهات طبية وعلاجية وشركات تأمين في مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ولبنان ونيجيريا وإيطاليا، وعدد من الشركات السياحية المتخصصة في السياحة العلاجية.
وقال فرعون إن الكثير من أنواع الطب تزدهر في لبنان، مثل زرع الأعضاء، واستخدام الروبوتات في العمليات الجراحية، والجراحة التجميلية، مضيفاً أن الطاقة موجودة لتطوير هذا النوع من السياحة وجذب عدد أكبر من السياح، وموضحاً أن "هناك ضرورة لتشجيع المستشفيات على مواكبة التطور والتدريب بهدف تنظيم السياحة العلاجية، والتي يمكن أن تشكل حوالي 25 في المائة من الطبابة في لبنان."
ورداً على سؤال حول الخطوات التي يجب على الدولة تحقيقها لتحقيق الأمن السياحي في ظل الإرهاب المتنامي في العديد من المناطق، قال فرعون إن "الأمن السياحي والسياحة توأمان، إذ لا يوجد سياحة بلا أمن،" مضيفاً أن "المنطقة كلها معرضة للإرهاب،" ومشيراً إلى أن "التفجيرات موجودة ولكن ليس مثل بلدان أخرى، إذ أن هذه التفجيرات مطوقة من الأجهزة الأمنية،" ومشيراً إلى أن "الحكومة مبنية على اتفاق أمني مستمر."
أما بشأن غياب البنية التحتية الأساسية والإحتياجات الضرورية مثل الماء والكهرباء، قال فرعون إن "اللبنانيين يشتكون من حصول السائح على الماء والكهرباء بسبب توفرها في المؤسسات السياحية، فيما المشكلة الحقيقية تكمن بوجود مشاكل اجتماعية في لبنان مع غيرنا من الدول، ما يؤثر مباشرة على المواطنين بمسألة الماء والكهرباء."
أما عن اختيار السائح بين وجهتين أساسيتين في الشرق الأوسط، أي لبنان أو دبي، أكد فرعون أن "لبنان يسعى لتنويع سياحته والسياحة العلاجية في ظل الظروف السياسية والأمنية التي يعانيها،" موضحاً ان "السياح الذين يعرفون لبنان، لا يخافوا من زيارته في ظل هذه الأوضاع، فيما السياح الآخرين قد يختارون دبي."
وأكد فرعون أن "لبنان يعتبر بلدا رائدا من حيث مستوى الطب والأطباء، ولكن بشكل عام فإن دبي تعتبر رائدة أكثر في صناعة السياحة الطبية، والتي لم تنظم بعد في لبنان."
وأشار فرعون إلى أن "لبنان قادر على تطوير السياحة الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة، قبل سعي دول أخرى كالأردن ومصر وتركيا والخليج لتأمين متطلبات السياحة العلاجية التي تعتبر اليوم ركنا أساسيا في القطاع السياحي".