تفاوت كبير بين الثروة والدخل بأمريكا لم يحدث منذ عقود .. هل نشهد أزمة اقتصادية جديدة؟
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تبدو الأوضاع الاقتصادية جيدة بالنسبة لمعدل الدخل مقارنة بزيادة الثروة في أمريكا، إذ بلغت هذه المعدلات أرقاماً قياسية لها، وفقاً لمؤسسة "Credit Suisse" ولكن هل يمكن لهذه الأرقام أن تتنبأ بحلول مصيبة اقتصادية أخرى؟
إذ تشير الزيادة في الثروة وتضخمها الكبير مقارنة بالدخل إلى قدوم أزمة اقتصادية، فقد تزايد هذا الفرق قبل الكساد الأعظم في الثلاثينيات، وحصل الأمر ذاته عام 1999 وصولاً إلى عام 2007 عندما شهد العالم انهيار أسواق المال والأزمة الاقتصادية الحديثة.
وقد تسببت الأرباح في أسواق المال بزيادة معدلات الثروة بشكل صاروخي، وهذا بالطبع بالنسبة للأثرياء، بينما لم يحصل نمو مماثل في متوسط الدخل للفرد العادي.
واكتشف محللو المؤسسة بأن العلامة المقلقة في الزيادة غير الطبيعية بمعدلات الثروة مقارنة بالدخل "لطالما دلت على فترات كساد اقتصادي في الماضي."
وقد تزايد معدل الثروة بالنسبة للفرد في أمريكا بشكل سنوي منذ عام 2008، وبالواقع فقد ارتفع متوسط الثروة لأكثر من 19 في المائة مما كان عليه الوضع قبل الانهيار الاقتصادي عام 2006، كما أضيف 31.5 تريليون دولار إلى الاقتصاد الأمريكي منذ عام 2008 وفقاً للتقرير.
ولكن الخبراء أضافوا بأنه من الطبيعي أن يفوق معدل الثروة مثيله بالدخل، خاصة بعد المرور بأزمة اقتصادية، وأشاروا إلى أن المشكلة تكمن بأن الناس يشعرون بتفاؤل يتجاوز حدوده لدى ارتفاع ثروتهم بسرعة.
إذ يقول مدير اتحاد أركانساس للبنوك، تيم ييغر، إن الزيادة في التفوت بين الدخل والثروات يمكن أن ينتج "فقاعات" اقتصادية في مجال الأصول، إذ "ينفق الناس أموالهم عندما يكون الوضع في السوق المالي جيداً وهذا يمكنه أن يساهم في فقاعة اقتصادية محتملة"، في حين يأمل خبراء آخرون بأن يتوازن متوسط الدخل مع الثروة.