هل تصبح أفريقيا الوجهة الأمثل للاستجمام والعلاجات الطبيعية؟
(CNN) -- رغم أن السياح غالباً ما يتوجهون إلى دول عدة مثل تايلاند والهند بحثاً عن الاسترخاء والراحة، إلا أن معايير السياحة بدأت تتغير في ظل تحول أفريقيا إلى مكان مثالي للإسترخاء والعلاج.
وكشف تقرير حديث نشره مرصد المنتجعات العالمية والصحة الجيدة، عن تحول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى أكثر مناطق العالم نمواً في مجال السياحة الصحية. وتزايد عدد المنتجعات الصحية بمعدل ثلاث أضعاف منذ العام 2007، وقفزت إيراداتها إلى نسبة 184 في المائة.
وارتفع عدد السياح الذين يزورون القارة الأفريقية، إلى حوالي 4.2 مليون زائر بهدف السياحة العلاجية في العالم 2013، أي بزيادة بلغت 90 في المائة مقارنة بالعام 2012.
وللتأكيد على هذا الأمر، عقدت قمة المنتجعات العالمية والصحة الجيدة أعمالها في أفريقيا، وتحديداً في المغرب للمرة الأولى.
وقالت المديرة التنفيذية لإحدى مستحضرات التجميل "تيوسان،" وأبرز المتحدثين في أعمال القمة ماغيت وايد، إن "أفريقيا هي بمثابة وجهة نهائية وأرض عذراء،" معتبرة أن ارتفاع عدد المنتجعات الصحية في أفريقيا يعود إلى نمو فئة من الطبقة المستهلكة وأصحاب المليارات، وليس فقط نتيجة زيادة السياح الدوليين.
وأوضح المدير السابق لجمعية السياحة والسفر الأفريقية هنري هولورد أن مجال السياحة الصحية بدأ يشمل سياحة السفاري، مقدراً أن عدد نزل السفاري بلغ بحوالي 9 آلاف، مقارنة بـ400 نزل في العام 1995، مؤكداّ على أنّ تركيز السياحة في أفريقيا يكمن في تقديم سبل الراحة والاسترخاء.
ورغم أنّ القارة الأفريقية عانت من الصراعات السياسية التي كانت تؤثر على مستويات النمو، إلا أنها تشهد تحولاً في نمو الأسواق وتهدئة الوضع السياسي.
وأصبحت الدول الأفريقية تقدم مفهوماً خاصاً ومختلفاً لرحلات السفاري التي بدأت تخرج عن شكلها التقليدي في استخدام السيارات الرباعية الدفع.
وأشار هولورد إلى أن "بونسوانا أصبحت مركزاً لرحلات السفاري على ظهر الحصان، بينما تسعى مالاوي وزامبيا إلى خوض تجربة الحياة البرية تحت الماء."
وأكدت وايد أنّ هناك فرصة لا تصدق لتطور السياحة الصحية في القارة الأفريقية من خلال استخدام المكونات الطبيعية الأصلية واتباع الوسائل التقليدية في العلاج، موضحة أن "كل دولة في أفريقيا لديها كم هائل من طقوس العلاج التقليدية." ويوجد حالياً مجموعة من العلامات التجارية التي استخدمت المنتجات المحلية الطبيعية في منتجاتها، مثل علامة "هيلنغ أيرث" في جنوب أفريقيا التي تتضمن في مكوناتها بطيخ كالاهاري أو جوز المونغونو.
وحذرت وايد أن طقوس العلاج التقليدية الأوروبية والآسيوية لا يجب أن تحل مكان الطقوس التقليدية التي تم توارثها منذ آلاف السنين في أفريقيا.