الفقيه لـCNN: الذهب عوّض خسارة السودان للنفط وفرص زراعية كبيرة لدول الخليج وتمويلنا الإسلامي "ذكي"
المنامة، البحرين (CNN) -- قال فادي الفقيه، المدير التنفيذي لبنك الخرطوم السوداني، إن تجربة البنوك الإسلامية في السودان أكثر تنوعا من سواها بسبب تعدد القطاعات الإنتاجية بالبلاد واعتمادها على "السلم" بالمنتجات التمويل الزراعي، مضيفا أن الذهب عوّض خسارة النفط بالبلاد، داعيا دول الخليج للمزيد من الاستثمار بالزراعة السودانية.
وقال الفقيه، في لقاء مع CNN بالعربية على هامش مؤتمر "بوابة الاستثمار الإسلامي" في البحرين، ردا على سؤال حول تجربة خصخصة "بنك الخرطوم": "بنك الخرطوم قد لا يكون أول كمؤسسة خصصت في السودان ولكن تعتبر الحمدلله من أنجح المؤسسات التي تم خصصتها منذ عام 2005، ومنذ ذلك الحين تطور العمل عبر إطلاق منتجات وخدمات إسلامية في السوق السوداني، بالإضافة إلى رفع الحظر عن بنك الخرطوم في العام 2011."
وتابع الفقيه بالقول: "بنك الخرطوم أصبح من أكبر البنوك في السودان ولديه توجهات استراتيجية للمزيد من التوسع، وسنكون من البنوك التي تتجه لخارج السوق السودانية."
وحول المنتجات الجديدة التي يقدمها البنك وتختلف عن المعتاد في السوق الإسلامية قال الفقيه: "قدمنا العديد من المنتجات منذ العام 2005 لغاية تاريخه، طبعا على مستوى الأفراد كانت المنتجات في معظمها ذات أثر كبير على المواطن خاصة في التمويل العقاري وتمويل التعليم وتمويل الزواج، وبالشراكة مع البنك الاسلامي للتنمية انتزعنا الريادة في كثير من المنتجات والخدمات التي قدمناها خاصة أنها متميزة في العمل المصرفي الإسلامي أولا، كما أن استثمارية ومردودها يعود على المجتمع وأفراده ثانيا."
وعن المنتجات التمويلية الزراعية التي تميّز بنك الخرطوم عن التجربة الخليجية بالتمويل الإسلامي قال الفقيه: "طبعا السودان من البلدان التي يتسع فيها كثيرا نطاق عمل المصرفية الاسلامية ومنتجاتها، بخلاف دول أخرى فيها منتجات محدودة. في السودان طبعا يوجد منتجات مختلفة تساعد طبيعة البلاد الزراعية، مثل منتجات عقود ’السلم‘ غير المعروفة في الكثير من البلدان، وهي إحدى الطرق التي يتم تطوير الزراعة فيها."
وأضاف" "المشاريع التي قدمناها هي خليط من أكثر من منتج حتى نتوصل الى منفعة المزارع. طبعا فيها ’سلم‘ و’مضاربات‘، حتى نقدم الافضل للمنتفع الكلي ومردود أفضل للبنك والمزارع."
وشجّع الفقيه الدول الخليجية على الاستثمار في القطاع الزراعي السوداني بأوسع نطاق ممكن قائلا: "هناك تجارب ناجحة في السودان على أرض الواقع من دول خليجية مختلفة مثل الإمارات وقطر والسعودية، وهذه التجارب ناجحة وانتاج المزارع يُصدر مباشرة للدول المعنية، ولكن عدد تلك المشاريع مازال بسيطا، وتوقعي في المستقبل القريب أن يكون توجه أكبر للاستثمار خاصة في الاستثمار الزراعي في السودان كون البلد غنيا بالثروات خاصة الموارد المائية."
وشدد الفقيه على أن الوضع الاقتصادي السوداني في تحسن مع بروز فرص جديدة قائلا: "التحديات الاقتصادية موجودة، وأسبابها الأهم خسارة السودان 75 في المائة من موارده النفطية بعد انفصال الجنوب، ولكن الله حبا السودان بنعمة موارد الذهب وصادرات الذهب."
وتابع قائلا: "حصل نوع من الصدمة في الاقتصاد، طبعا الحمدلله عادت البلاد للتعافي ويوجد نوع من الاستقرار، والمطلوب حالياً من القطاعات المختلفة ومن القطاع الخاص زيادة الانتاج والمساهمة في الاقتصاد بشكل أكبر لزيادة الصادرات ومضاعفة الإنتاج الداخلي واستبدال الواردات به.
وأكد الفقيه أن مشكلة المناطق النائية بالسودان ليست عقبة للمصارف الإسلامية بفضل المصرفية الذكية قائلا: "البنيات التحتية الموجودة في السودان قد تكون بين الأفضل في العالم، وشبكات الفايبر أوبتكس منتشرة بكثافة وكذلك وسائل الاتصال عبر الموبايل للأفراد وخدمات الدفع بالموبايل والتحويلات، وهذه كلها من الأمور التي ينظر اليها بنك الخرطوم والبنك المركزي بعناية حتى إمكانية أن تتأصل وتنتشر بشكل أكبر في القطاعات المختلفة ومن أجل الاستفادة من الخدمات، وتحويلها إلى مصدر للتمويل لضم الجميع إلى الاقتصاد الإنتاجي بشكل أفضل."