جمال فخرو لـCNN: الضرائب بالخليج قادمة لمواجهة الديون ووحدة دوله ضرورية.. النفط خارج التوقعات والربط بالدولار مجد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال جمال فخرو، النائب الأول لرئيس مجلس الشورى البحريني والخبير الاقتصادي المعروف، إن أسعار النفط يصعب التكهن بها بسبب غموض أسباب تحركها، مؤكدا أن دول الخليج تدرس جديا التوجه نحو فرض ضرائب لتعزيز قدراتها المالية بظل الأوضاع القائمة، ورأى أن ربط العملات المحلية بالدولار أثبت جدواه، مع أن الوحدة الاقتصادية والسياسية لدول الخليج كانت ستعود بنتائج أفضل للجميع.
وردا على سؤال حول التغييرات التي تشهدها المنطقة وإمكانية تأثير الانفتاح الاقتصادي على إيران في أوضاعها قال فخرو: "المنطقة تمر فعلاً بتغييرات أساسية، اقتصادية وسياسية، ولا يجب أن نهمل الجانب السياسي، ونحن نتمنى اليوم أن تتحسن أسعار النفط ومداخيل الدول تتحسن، ويعود الاستقرار للمنطقة، لكن الآن نحن أمامنا فاتورة كبيرة جداً لموضوع محاربة الإرهاب سواء كان على مستوى داعش، أو سواء كانت المشاكل في اليمن، والاستجابة الأمن في المنطقة ككل."
وأضاف: "نحتاج نحن إلى أن نحل أمورنا السياسية وأن نعيد الأمن إلى منطقتنا ثم سننظر إلى الاقتصاد، الاقتصاد لوحده سوف يعطيني المال والتطور اليوم، ولكن الاقتصاد في ظل غياب الأمن لا يمكن أن يستمر وأن ينعم به الناس."
ورفض فخرو التكهنات حول أسعار النفط قائلا إن الأسباب التي دعت إلى انخفاض الأسعار مازالت غير معلومة، ولا يمكن اعتبارها حقيقية، وقد تبقى تلك الأسباب مستقبلا وترتفع أسعار النفط مضيفا: "الجميع يتكلم عن شيء مجهول في أسعار النفط، هنالك من يقول بأنها ستنزل إلى 20 دولار، وهناك من يقول بأنها سترتفع إلى 60 دولار مع نهاية العام. وبالتالي المهم هو حقيقة ليس أسعار النفط في منطقتنا، ولكن المهم هو كيف يمكن ان ننوع اقتصادنا وألا نعتمد على النفط."
وأضاف: "هذا الآن هو الظرف الذي يجب فيه أن نجلس ونفكر كيف سنحافظ على استمرارية التنمية في منطقتنا، التنمية المستدامة موضوع نتحدث عنه ولكن لا نطبقه تطبيقا حقيقيا للأسف الشديد."
وحول العجز في ميزانيات بعض دول الخليج وإمكانية مواجهة ذلك عبر تعديل سياسات الدعم والضرائب رد فخرو بالقول: "هنالك دول تدرس بشكل فعلي حقيقي وبدأت تطبق توجيه الدعم إلى مستحقيه.. الدعم يفترض أن يذهب إلى المواطن المحتاج وليس إلى كل مواطن، فيما يتعلق بالسياسات الضريبية أنا أتوقع أنه سيتم هنالك تغيير، وهنالك على مستوى مجلس التعاون سيتم دراسة موضوع الضريبة واستحداثها."
وأردف الخبير الاقتصادي البحريني بالقول: "أعتقد أن وجود ضريبة ليس عيباً أو خطأ. الخطأ هو أن الدولة تعمل ولا تحصّل حقها من العوائد الاقتصادية التي يحققها القطاع الخاص. الدولة لن تستطيع الاستمرار في تمويل موازنتها في ظل عدم وجود مصادر تمويل أخرى، اليوم لجأت بعض الدول للاقتراض، وبلغ الاقتراض حدودا كبيرة، وهذه الدول غير قادرة على تسديد هذه الديون، وحتماً سوف يؤثر سلبيا على المواطنين وحقوقهم وعلى امتيازاتهم التي عاشوا عليها."
وأكد فخرو امتلاك البحرين فرصة للحفاظ على مكانتها الاقتصادية رغم التنافس الموجود قائلا: "البحرين ظلّت لفترة طويلة مركزا ماليا أساسيا.. بعض الدول استطاعت أن تستقطب وتأخذ حصة من حصص القطاع المصرفي، ولكن للآن البحرين قادرة على أن تكون جاذبة للمؤسسات المالية.. الزمن يتغير ونحن مطالبون بمجاراته لنحافظ على مكتسباتنا."
وشدد فخرو على أن وضع دول الخليج لم تكن لتواجه ما تواجهه حاليا من تحديات لو سارت بمشاريع الوحدة المطروحة، وأوضح ذلك بالقول: "لو طبقنا الوحدة الاقتصادية بشكل كامل أو نفذنا الوحدة السياسية لاستطعنا أن نكون أقوى، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وحتى عسكريا. اليوم تجربة اليمن أثبتت حقيقة واحدة بأن هذه الدول لا يمكن أن تكون إلا وحدة واحدة، رضينا أم أبينا، لا يمكن لدول الخليج أن تظل حكومات صغيرة مستقلة، نحن قوتنا من وحدتنا وإذا لم نتحد اقتصاديا وسياسيا سوف نواجه مشاكل كثيرة في المستقبل."
ورأى فخرو أن دول الخليج حاليا تجني ثمار الاستمرار بربط عملاتها بالدولار قائلا إن تلك السياسة "الحكيمة" أثبتت صحتها على المدى الطويل، مضيفا: "أحيانا هناك أصوات تنادي بالتغيير والانتقال إلى عملات أوروبية وعملات أخرى، لكن أثبت الوقت أنّ اختيارنا لعملة الدولار هو الاختيار الأصح والصواب، وأنا أعتقد أن الأيام أثبتت ذلك."