بعد رفع العقوبات عليها.. هل ستزيد إيران طين سوق النفط بلّة؟
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- حرصت إيران على تخطيطها بالعودة من ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، من خلال صب أطنان من النفط وشحنها بالبحر.
والآن وقد رفعت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوباتهما الاقتصادية عن طهران يمكن لإيران، التي تعد عضواً من منظمة الدول المصدرة للنفط، أو "أوبك"، أن تبدأ بوضع الكميات الهائلة من النفط للبيع في السوق.
وبيع هذا النفط الذي يتم شحنه بحرياً يمكن أن يحسن مباشرة على الوضع الاقتصادي للبلاد قبل أن ترفع معدل الإنتاج بشكل أكبر، وهذا يأتي بتزامن سيء مع الوضع الذي تشهده أسعار النفط بتضخم في معدل الإنتاج مقارنة بالطلب ومعدل الكمية المعروضة بالأصل في السوق العالمي من النفط.
أيضاً: بالفيديو: صراع إيران والسعودية… على السلطة أم إمدادات النفط؟
فقد وصلت أسعار النفط الخام إلى 30 دولاراً للبرميل الواحد الأسبوع الماضي عندما بدأ الحديث عن رفع العقوبات عن إيران، والآن عندما أعلن عن رفع هذه العقوبات زاد الضغط على قطاع النفط، ليبلغ سعر البرميل 29 دولاراً الأحد.
يقول مدير محللي النفط في شركة "Oil Price Information Service" توم كلوزا، إن: "السوق فائض بالنفط بالأصل، كما لو أنك حظيت بمطر بمقدار 16 إنشاً في منطقة تعاني من الفيضان أصلاً، والكمية لا تزال بازدياد."
ويرى كلوزا بأن توفر النفط الإيراني بشكل كبير والنية بوضع المزيد بالسوق سيساعد في تخفيض أسعار النفط لتبلغ 25 دولاراً للبرميل، وإن ظل سوق "وول ستريت" خارج الموضوع فإنه يتنبأ بأن التجارب السابقة المماثلة ساهمت بانخفاض أسعار النفط لتبلغ 10 دولارات للبرميل الواحد.
شاهد: مع توقعات وصول سعر البرميل إلى 10 دولارات.. نظرة على تاريخ تذبذب أسعار النفط عبر 60 عاماً
كم تملك إيران من النفط؟
هنالك الكثير من الغموض الذي يلف الكمية الفعلية التي تملكها إيران من النفط في البحر، البعض يقدر هذه الكمية بحوالي 30 مليون برميل، وتقول شركة "Windward" لتحليل البيانات إن هذا الرقم ضئيل للغاية.
صممت شركة "Windward" للخدمات الإستخبارية وتستعمل البيانات لتتبع مقدار النفط المحمّل على جميع السفن المارة بالخليج العربي، من بينها المراكب التي لا ترسل إشارات بموقعها، وتتوقع الشركة بأن إيران تخبئ حوالي 46 مليون برميل للنفط، وهو أكثر بثلاثة أضعاف من النفط الذي امتلكته منذ إبريل/نيسان عام 2014.
إلى الآن لم تغادر أي سفن لشحن النفط من إيران منذ رفع العقوبات، وفقاً لشركة "Windward"، وتقول المديرة التنفيذية للشركة، إيمي دانييل إن "موعد تحرك النفط من إيران والتعرف على وجهته والسرعة التي يتم فيها إيصال الشحنات للوجهة المطلوبة، تعد ثلاثة أسئلة يمكنها أن تساعد في حل أحجية النفط العالمية."
وتقول "Windward" إن 18 مليون برميل خرج من إيران برفقة على متن مراكب الشحن خلال فترة فرض العقوبات على طهران وحتى التوصل إلى الاتفاقية بشأن البرنامج النووي للبلاد في يوليو/تموز الماضي، وأن هذا النفط بلغ الصين وكوريا الجنوبية، وأن إيران قامت باستبدال هذا النفط بإنتاج جديد، ليبلغ معدل النفط من البحر حوالي 8.2 مليون برميل فقط.
النفط الإيراني سيزيد الأمور سوءاً
ليس من الواضح إلى الآن مقدار النفط الذي تنوي إيران بيعه مباشرة، لكنه من الواضح بأن إيران تحتاج للكثير من الأموال وبسرعة لتحاول البحث عن طرق لتضميد الأوضاع الاقتصادية المتردية التي عانت منها البلاد خلال العقوبات.
ويقول مدير الأبحاث في شركة "ClipperData"، ماثيو سميث: "كل برميل يعد فرصة سانحة لم تتوفر لإيران قبل أسبوع،" لكن المعادلة قد تتغير إن انخفضت أسعار النفط بشكل أكبر، إذ أشارت شركة "Capital Economics" في تقرير لها إلى أنه "لن يكون هنالك الكثير من الطلب على هذا النفط،" لكنها استبعد في الوقت ذاته نية إيران بتخفيض أسعار النفط بشكل كبير من خلال استخدام مصادرها النفطية كوسيلة لتحقيق ذلك.
وقال كلوزا إن إيران ستحاول بيع النفط لأوروبا وآسيا، اللتين تعدان جزءاً أساسياً لسوق النفط السعودي، مضيفاً: "لا يهم الوجهة التي سيتخذها النفط لكنه سيسيئ لأوضاع بشعة بالأصل في مقدار النفط المتوفر بالسوق."