رشيد المعراج: التمويل الإسلامي يحتاج عشرات آلاف الموظفين الجدد ونريد منتجا مبتكرا يوافق روح الشريعة
المنامة، البحرين (CNN) -- حذر رشيد محمد المعراج، محافظ مصرف البحرين المركزي، من مخاطر ما وصفها بـ"الفجوة" في مجال المتخصصين بالمصرفية الإسلامية، متوقعا أن يحتاج القطاع خلال السنوات المقبلة لعشرات الآلاف منها، كما دعا المصارف لابتكار وطرق فريدة من نوعها للتواصل مع الناس، ومنتجات جديدة تتوافق مع "روح الشريعة."
مواقف المعراج جاءت خلال كلمة ألقاها الثلاثاء في "المنتدى العالمي للبنوك والمؤسسات المالية الاسلامية" بالمنامة، ركز خلالها على محورين، الأول يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات المالية الإسلامية والثاني يدور حول الموارد البشرية وتطويرها.
وتحدث المعراج عن "عقد اجتماعي" يربط المؤسسات مع المجتمع الذي تعمل فيه يتيح لها الحصول على أرباح مقابل تحقيق أهداف اجتماعية معينة، داعيا إلى التساؤل حول "الوظيفة الاجتماعية للمؤسسات المالية الإسلامية" التي قال إن المتعاملين فيها يريدون منها الاستثمار لتحسين مستوى الخدمات وكلفتها، مطالبا أيضا بتطوير خدمات مالية جديدة مبتكرة متوافقة تماما مع روح الشريعة وتلبي رغبة المتعاملين.
محمد قاسم العلي يكتب لـCNN: الاستخلاف في الأرض ورفض "الإفساد"
ورأى المعراج أن تنويع المنتجات "أمر أساسي لبقاء وتطور المصرفية الإسلامية" مشددا أن أن تقدم القوانين وزيادة تعقيدها وتصاعد المنافسة العالمية سيجعل النجاح بيد من يبحثون عن تقديم قيمة مضافة لخدمة أسواقهم.
وحض المعراج على ضرورة تنسيق استراتيجية إعلامية لتثقيف الجمهور وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي. كما حذر من وجود ما وصفها بـ"الفجوة" في الموارد البشرية، والحاجة لعشرات الآلاف من الخريجين الجدد المتخصصين بالاقتصاد الإسلامي خلال السنوات الخمس او العشر المقبلة.
وشرح المعراج وجهة نظره بالقول: "لأن المالية الإسلامية هي قطاع قائم على الإيمان الشخصي فإن المستهلكين والجمهور عامة لديهم توقعات عالية حول مصداقية واحترافية المؤسسات المالية الإسلامية وسيكون من الصعب الوصول إلى هذه المستويات المتوقعة دون التدريب والتعليم."
وختم معراج قائلا: "أعيد التأكيد على أن ضخامة التحديات التي تواجه قطاع التمويل الإسلامي اليوم من أجل المحافظة على وتيرة نموه. يجب على القطاع أن يواصل التمييز من أجل عملائه عبر توفير خدمة ممتازة تحافظ بالوقت نفسه على الروح الحقيقية للشريعة، كما أن عليه الاستثمار في العاملين فيه. إن الفرص التي يوفرها التمويل الإسلامي لا نهاية لها، ولكن السؤال هو: هل بوسعنا مواجهة هذا التحدي؟"