البورصة المصرية تخسر 16 مليار جنيه في أول يوم عمل بعد استفتاء بريطانيا.. ومحللون: هناك أسباب إضافية
القاهرة، مصر (CNN)-- شهدت البورصة المصرية تراجعا حادا بكافة مؤشراتها خلال تعاملات جلسة، الأحد، في أول يوم عمل لها بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخسر رأس المال السوقي للبورصة 16.3 مليار جنيه، وفقد المؤشر الرئيسي 402 نقطة خلال جلسة التداول.
وصوت البريطانيون نهاية الأسبوع الماضي، بنسبة 51.9% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتسببت نتيجة الاستفتاء في هزة عنيفة لأسواق المال العالمية وسط مخاوف صدمة للاقتصاد العالمي ومزيد من الركود والتباطؤ الاقتصادي في القارة الأوروبية، وسجلت بورصات لندن وباريس وفرانكفورت تراجعات حادة، وتعرض مؤشر "نيكى" الياباني لأكبر خسارة منذ عام 2011.
وفي مصر، تراجع مؤشر "إيجى إكس 30"، بنسبة 5.54% ليغلق عند مستوى 6851 نقطة، وهبط مؤشر "إيجى إكس 50" بنسبة 5.82% ليغلق عند مستوى 1210 نقطة، وانخفض مؤشر "إيجى إكس 20" بنسبة 6.56% ليغلق عند مستوى 6847 نقطة.
كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجى إكس 70" بنسبة 2.67% ليغلق عند مستوى 338 نقطة، وكذلك مؤشر "إيجى إكس 100" الأوسع نطاقًا بنسبة 3.27% ليغلق عند مستوى 722 نقطة.
وبلغ إجمالي تداولات جلسة الأحد 533 مليون جنيه، ومالت تعاملات الأفراد المصريين والعرب للبيع، فيما مالت تعاملات الأجانب للشراء، وسيطرت على تعاملات المؤسسات للبيع والأفراد للشراء.
من جانبه، قال إيهاب سعيد محلل مالي، إن تراجع البورصة اليوم انعكاس لما يحدث بالأسواق العالمية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، حيث تميل دائما الأسواق بالعالم للتحرك بنفس الاتجاه، وهو ما حدث من هبوط ببعض الأسواق الأوربية والآسيوية والأمريكية والعربية.
وأوضح سعيد في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن البورصة المصرية تفاعلت بشكل أكثر حدة عن البورصات الأخرى لأسباب خاصة بتراجع البورصة منذ أسبوعين مقابل استقرار الأسواق الأخرى من أمور تتعلق برفع سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي وصفقة بلتون/ سي أي كابيتال.
وأشار إلى هبوط البورصة المصرية الأسبوع الماضي من 7815 نقطة إلى مستوى 7253 عند الإغلاق الخميس الماضي، قبل إعلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ما أثر على أداء البورصة اليوم بانخفاض قدره 5.5% حتى وصلت لمستوى 6851 نقطة مما يشير إلى أن البورصة انخفضت بحوالي ألف نقطة خلال أسبوعين.
وأوضح أن هناك نوعا من المبالغة في الانخفاض مقارنة ببعض الأسواق الخليجية التي انخفضت بنحو 3 إلى 3.5 %، متوقعا أن يحدث نوعا من الارتداد غدا لتقليص جزء من الخسائر يتراوح ما بين 2 إلى 2.5%، مضيفا: "ينصح مع هذا الارتداد أن يقوم المستثمر قصير الأجل بالبيع خاصة وأن الهبوط قد يعاود الظهور مجددا".
واتفق معه محمد دشناوى، محلل مالي، حول توقعه بتعويض البورصة جزء من خسائرها، مضيفا أن تأثر البورصة المصرية بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي ظهر في صورة قوية لضعف البورصة وتأثرها بأحداث داخلية، وأيضا من ضعف القوة الشرائية للمتعاملين.
وكان موقع البورصة المصرية قد نقل على لسان الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة المصرية، قوله إن الأسواق العالمية شهدت حالات فزع، يوم الجمعة، جراء نتيجة استفتاء بريطانيا وهذه طبيعة أسواق المال، حيث تنقل الحدث بصورة سريعة وحادة، ولكن ما زال من المبكر الحكم على آثار الحدث على الأوضاع الاقتصادية العالمية.
وأضاف عمران، في بيان، الأحد، أنه على المستثمرين ضرورة التريث وعدم الهلع والرعب، خاصة أن البورصة المصرية مرت عليها تجارب أكثر تأزما على مدار السنوات الماضية، مما زاد من خبرة المتعاملين بالسوق وقدرتهم على التعامل مع مثل تلك الأزمات.
وأوضح أنه الرغم من أن دور البورصة لا يسمح بالتدخل في تحركات الأسعار وقرارات المستثمرين ولكننا نؤمن في الوقت ذاته بدورنا في توعية المستثمر وتوضيح الصورة الحقيقية له بعيداً عن حالات الهلع والرعب التي تحدث عند تراجع الأسواق.