الأوبك بمواجهة ترامب.. سباق مع الزمن قبل فوات الأوان
لندن، بريطانيا (CNN) -- عندما تجتمع منظمة الأوبك يوم الأربعاء في فيينا، سيكون هذا الاجتماع فرصتها الأخيرة لتأكيد سيطرتها قبل أن يتسلم دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض. وقال محلل الطاقة، فيل فيلن، في شيكاغو إن هذا الاجتماع يمثل آخر محاولة لأوبك للتأثير على السوق العالمية، فعندما يأتي ترامب سيصبح من الصعب التحكم بأسعار النفط.
ولقد صرح ترامب مسبقا بأنه يريد أن يجعل أمريكا دولة مؤثرة في مجال الطاقة على مستوى العالم، حيث أنه كلما زاد انتاج أمريكا للنفط أدى ذلك إلى إضعاف نفوذ الأوبك وقدرتها على السيطرة على أسعار النفط. حيث قال ترامب في كتابه إنه لا يفهم لماذا، مع كل احتياطات أمريكا من النفط، سمح لمنظمة الأوبك بأن تجعل أمريكا رهينة لها، مع العلم أن منظمة الأوبك تضم دول معادية لأمريكا مثلما حصل أثناء حظر النفط في عام 1973.
وهذا الأسبوع، يجتمع بعض أعضاء المنظمة مثل السعودية، وإيران وغيرهما، لمناقشة ما إذا كان يجب زيادة أسعار النفط، عن طريق تقليل انتاجه أو حتى تجميد انتاجه. وتنبأ فيلن بأن فرصة كهذه لا تفوت ولن تتكرر إلا بعد عقد من الزمان.
ويبلغ سعر برميل النفط الآن 45 دولارا، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 40 دولارا أو أقل في حال لم تتوصل الأوبك لاتفاقية اليوم الأربعاء. ويقول أحد أعضاء شركة نفطية مستقلة بأنه من الأرجح التوصل إلى اتفاق، وأضاف بأن السعودية لا تزال عنصرا فعالا في الأوبك وبأن السعوديين هم من يحاول إنجاح الاتفاق.
السعودية - كغيرها من الدول المنتجة للنفط - تضررت كثيرا في سنتين الماضيتين بسبب انخفاض أسعار البترول. حيث أقرت الحكومة السعودية بأن العجز يبلغ 100 مليار دولار العام الماضي، واضطرت الى رفع أسعار الغاز للمستهلكين بنسبة 50 في المائة.
ويعتقد الكثيرون بأن السعودية خفضت أسعار النفط عمدا في محاولة لإيقاف شركات النفط الصخري الأميركية عن العمل، ولكن مجال انتاج الطاقة في أمريكا بقي مرنا، حيث من المتوقع أن تصبح الولايات المتحدة مستقلة في مجال الطاقة بحلول 2020.
ويطمح ترامب أن يسرع هذا الجدول الزمني، حيث تعهد برفع القيود المفروضة على انتاج ما قيمته 50 تريليون دولار من الأعمال المنتجة لاحتياطيات الطاقة في أمريكا. وينوي ترامب فتح الأراضي الحكومية البرية والبحرية ليتم حفرها وتنقيبها، ووعد بفك القيود البيئية التي وضعها باراك أوباما على انتاج الطاقة. وقال ترامب بأنه سيتوقف عن استيراد النفط من دول الأوبك.
وقال محلل في لندن، إن السؤال الذي سيطرح في حال التوصل الى اتفاق من قبل دول الأوبك هو: هل ستلتزم دول مثل إيران والسعودية وغيرها بموجبات هذا الاتفاق. بالنسبة لترامب، فإن ما تقرره منظمة الأوبك لا يهم. وأعلنت السعودية مؤخرا أن ترامب سيقوي الاقتصاد الأمريكي، ويترجم ذلك على أنه يعني طلب المزيد من النفط للقيام بالاقتصاد الأمريكي.
وسيكون ترامب رابحا في حال التوصل إلى اتفاق أم لا، ففي حال التوصل إلى اتفاق وزيادة أسعار النفط هذا يعني بأن صناعة انتاج النفط الصخري ستنتعش في الولايات المتحدة، وفي حال عدم التوصل لاتفاق، فهذا يعني بقاء أسعار الغاز منخفضة مما سيساعده في تقوية الاقتصاد.