تخفيضات أوبك لإنتاج النفط.. الاختبار الحقيقي سيكون في "محروقات الصيف" للسعودية

نشر
5 دقائق قراءة
تقرير کاملیا انتخابی فرد
Credit: JOE KLAMAR/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

محتوى إعلاني

ارتفع سعر النفط بعدما أعلنت منظمة أوبك في شهر نوفمبر الماضي عن قرار تخفيض انتاجها بحوالي 1,2 مليون برميل في اليوم. وارتفع السعر أكثر عندما انضمت مجموعة من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك في الشهر التالي. ولكن هل هناك مصلحة لمنتجي النفط الأمريكي بهذا التخفيض في إنتاج النفط؟ وما هي الاستراتيجية التي ستتبعها المملكة العربية السعودية والدول الكبرى الأخرى المنتجة للنفط بعد انقضاء الأشهر الستة التي تنص عليها اتفاقية تقليص الإنتاج؟

محتوى إعلاني

الدول الأعضاء في منظمة أوبك وافقت على استثناء إيران من تخفيض الإنتاج للسماح لهذا البلد بان يعود الى مستوى الإنتاج الذي كان قبل فرض العقوبات الأخيرة عليه. ويبدو ان الإيرانيين قد وصلوا الى الحد الذي يستطيعون انتاجه (ما يقارب 3.8 مليون برميل يوميا، على الرغم من انها ارادات ان ترفع انتاجها الى 4 أو 4,2 مليون برميل يوميا، وهو غير واقعي في الوقت الحالي)، لذلك وافق السعوديون على التخفيضات بناء على الإنتاج الإيراني الحالي، وهذا أحدث فرقا كبيرا بالنسبة للسعوديين.

ولكن على ما يبدو ان أعضاء أوبك الآخرين لا يستطيعون مواصلة سياسية تخفيض الإنتاج، خاصة مع زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة،  بمعدل 330.000 برميل يوميا في عام 2017 مقارنة مع 2016، ومن المتوقع أن تصل الزيادة إلى 740.000 برميل يومياً في ديسمبر 2017، وهي زيادة كبيرة بالفعل، ومن شأنها أن تسبب مشاكل للدول الأعضاء في منظمة أوبك.

سوف تستضيف الكويت في 22-23 مارس الجاري اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمراقبة اتفاقيات فيينا في خفض انتاج النفط، والمراقبون يعتقدون أن السعودية قد تضع حداً لسياسة تجميد الإنتاج. وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال الأسبوع الماضي إن مخزونات النفط العالمية لا تنخفض بالشكل الذي كانت تأمله أوبك.

ومن ناحية ثانية فإن السعودية تنتج كميات إضافية من النفط في فصل الصيف تطلق عليها تسمية " محروقات الصيف ". في شهر آبريل من كل عام يزيد السعوديون الإنتاج بمعدل 300.000 - 400.000 برميل يومياً للتعويض عن زيادة استهلاك الماء والكهرباء بسبب درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف . في اتفاق أوبك الأخير، وافقت السعودية على تخفيض إنتاجها بمعدل 486 ألف برميل بحلول يناير 2017. وقد قاموا بتخفيض 400 ألف برميل فعليا. لذلك فإننا نتحدث عن تخفيض إضافي قدره 86 ألف برميل.

لذا فإننا سنعرف الأرقام المتعلقة بتخفيض الإنتاج الفعلي في وقت لاحق من شهر مارس أو آبريل 2017. الاختبار الحقيقي سوف يكون في "محروقات الصيف"  في نيسان في الصيف المقبل للسعودية، وفيما إذا كانت المملكة ستزيد انتاجها بمعدل 300.000 - 400.000 برميل يومياً أم لا.

العامل الرئيسي المجهول الآخر في كل هذا هو ما سيحدث لإنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في هذا العام. إذا ارتفع إنتاج النفط الصخري،  وهو أمر متوقع حدوثه، فسوف يكون له تأثير على أسعار النفط إذا لم يتم التقيد بتقليص إنتاج النفط في منظمة أوبك. في هذه المنطقة الرمادية -نحن لا نعرف حالياً من الذي سوف ينتج أكثر، وحتى فيما إذا كان الروس قاموا بتخفيض انتاجهم كما وعدوا.

وزير الطاقة السعودي حذّر من أن أعضاء منظمة أوبك لا يمكنهم الاعتماد على أن المملكة سوف تستمر في حمل حصة غير متكافئة من العبء، ويجب أن تأخذ هذه الدول النفطية هذا التحذير بشكل جدي.

ماذا يمكن للمملكة العربية السعودية ان تفعل الآن؟ تغير موقف الفالح من تمديد تخفيض الإنتاج. منذ ستة أسابيع كان يقول أنه لا ضرورة لتمديد اتفاقية تخفيض إنتاج النفط. وفي الأسبوع الماضي، خلال إلقائه كلمة في مؤتمر في هيوستن،  فتح الباب لهذا الاحتمال.

نشر
محتوى إعلاني