هل انتهى عهد تهاوي أسعار النفط؟

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قبل 6 أشهر فقط، اعتقد الكثيرون في "وول ستريت" أن سعر برميل النفط سيصل إلى 60 دولاراً بلا شك. ولكن اتضح أن ذلك كان رهاناً خاسراً.

إذ انخفضت أسعار النفط الخام إلى 42 دولاراً للبرميل، الأسبوع الماضي، وسط مخاوف متجددة حول وفرة ضخمة في المعروض لا يبدو أنها ستنخفض. بل إن البعض يخشون العودة إلى أسعار الـ30 دولار التي أرعبت المستثمرين العالميين في أوائل عام 2016.

ولكن هناك دلائل تشير إلى أن سوق النفط المعروف بتقلباته، أصبح متشائماً للغاية. إذ بعد انخفاض الأسعار بأكثر من 10في المائة في يونيو/ حزيران، ارتفعت أسعار النفط الخام أربعة لأيام متتالية لتعود فوق الـ44 دولاراً للبرميل. ورفع هذا الانتعاش من أسهم الطاقة المضطربة مثل "EOG Resources" و"Chesapeake Energy."

إذ رجّح الرئيس العالمي لبحوث السلع في "Citigroup"، إدوارد مورس، أن الأسوأ قد ولّى عهد.

ويتوقع روب ثوميل، مدير محفظة شركة "Tortoise Capital" للاستثمار في الطاقة، أن يرتفع الطلب على النفط خلال موسم القيادة الصيفية عندما يقوم الأميركيون بالمزيد من الرحلات على الطرق - ويستخدمون المزيد من البنزين.

وقال ثوميل: "في النهاية، لا أرى أسعار النفط تعود إلى مستوى الثلاثينيات - وإذا حدث ذلك سيكون لفترة قصيرة جداً."

ورغم ذلك لا يدعو الكثيرون إلى العودة السريعة إلى ارتفاع الأسعار الذي راهن عليه العديد من المستثمرين في الخريف الماضي عندما تحركت "أوبك" وروسيا لإنقاذ سوق النفط عن طريق خفض الإنتاج. وقبل ذلك، كانت "أوبك"، بقيادة المملكة العربية السعودية، تضخ بقوة في معركة لاستعادة حصتها المفقودة في السوق أمام منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

وعبر الموافقة على خفض مستويات الإنتاج، يبدو أن منظمة "أوبك" اعترفت بأن استراتيجيتها ليست ناجحة.

ولم يحد خفض إنتاج منظمة "أوبك" من وفرة معروض النفط. إذ أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة أعلى مما كانت عليه قبل أن تخفض "أوبك" الإنتاج في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقال ثوميل: "مخزونات النفط في الولايات المتحدة لا تزال مرتفعة، وهي لا تنخفض بقدر ما يعتقد الجميع".

وحذرت "Citigroup"من أن بعض المستثمرين الكبار الذين كانوا يعتمدون على انتعاش النفط في الخريف الماضي قد يترددون في فعل الشيء نفسه هذا الوقت.

وخفض مورس من توقعاته لاحتمالات ارتفاع أسعار النفط إلى 60 دولاراً هذا العام إلى أقل من 50 في المائة، مستشهدا بالمشاعر "المجروحة بشدة" في "وول ستريت".