آية بدير..اللبنانية التي "تربي" الأطفال المخترعين في العالم
تقرير: سارة التميمي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حب الفضول والاستكشاف لطالما كان يغذي روح آية بدير في صغرها، إذ كان لقب "المخترعة" كما وصفته، يلاحق طيفها الصغير حيث جلست تفك أجهزة الفيديو في المنزل، وتتأمل مراحل جمع الأشياء وكيفية بنائها دون كلل أو ملل.
وكبرت بدير وتحول فضول الاستكشاف والبناء الطفولي إلى شغف دفعها للتخصص في مجال الهندسة، ولكنها لاحظت بعد ذلك بأن الجانب التعليمي من المجال افتقر الابداع والمرح الذي سحرت به في صغرها، ولذا عزمت بدير على تغيير هذا الواقع ورفع الحواجز، من خلال تأسيس مشروع "ليتل بتس".
وهدف المنتج في بداياته إلى السماح للمصممين والفنانين الذين لا يملكون خلفية في الهندسة لإنتاج نموذج أولي لاختراعاتهم من خلال جمع المكعبات المغناطيسية ببعضها البعض، ولكن بدير غيرت وجهة المشروع نحو أسواق الألعاب التعليمية، بعدما قدمت المنتج في عدة معارض مثل "ميكرفير"، ولاحظت بأن عدداً كبيراً من الأطفال كانوا يتجمعون حول كشكها لطرح الأسئلة واللعب بالمكعبات.
ورغم أن المشروع، الذي أطلق في نيويورك في العام 2011، ركز على المستهلك أي (الأطفال) في بداياته، إلا أنه استغل أيضاً الاهتمام المستمر للهيئات التعليمية والمربين في مجال التكنولوجيا، وتعاون مع أكثر من عشرة آلاف مدرسة.
وتفسح المنتجات، التي تضم أكثر من 10 أدوات و70 قطعة، المجال أمام الأطفال للابتكار والاختراع دون معوقات أو حدود بمجرد جمع المكعبات المغناطيسية ذات الأحجام المختلفة وتركيبها بالطريقة التي تستهويهم.
ولم يقف طموح بدير عند اختراع المنتج فحسب بل قررت أن تجمع "المخترعين الصغار" الذين يستخدمون المنتج تحت سقف واحد، حيث افتتحت الشركة أكثر من 300 نادي للمخترعين حول العالم، كما أعلنت "ليتل بتس" في بداية عام 2018 عن تعاونها مع شركة النشر والتعليم البريطانية "بيرسون" لضم منتج "ليتل بتس" في منهج العلوم للطلاب من الصف الثالث حتى الثامن.
ونوهت المهندسة الكندية من أصول لبنانية، بأن الألعاب التي يتم إنتاجها "لا تُفرق بين الذكر والأنثى"، بل تتوجه لجذب اهتمام الجنسين، من خلال "اختيار ألوان مشعة وتغليف يستهوي الفتيات والفتيان، لتغذية الابداع وغرس بذور الاهتمام في أساسيات "ستم".
ورغم أن الأولاد يبدون اهتماماً أكبر بمرتين من الفتيات في أساسيات "ستم"، بحسب تقارير "مشروع البنات الوطني التعاوني"، إلا أن بدير أكدت أن منتجات "ليتل بتس" "استطاعت جذب اهتمام الفتيات، حيث أن نسبة أربعين بالمئة من مستخدمي "ليتل بتس" من الإناث"، على حد قولها.
ورغم أنها واجهت صعوبات عديدة عند تأسيس شركتها من ناحية "توظيف التكنولوجيا في منتجات تلفت نظر الطفل"، إلا أنها رفضت الاستسلام، قائلة إن "تلك الصعوبات هي التي شكلت المشروع اليوم".
وحول تقدم المنتج في الأسواق، وصفت بدير إنجازات "ليتل بيتس" أنها ما زال في البداية، مضيفة: "نريد أن نفسح المجال أمام الأطفال للإبداع والابتكار، كما أننا لا نريد لأطفالنا بأن يصبحوا بارعين في استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الكومبيوتر فحسب، بل نريدهم أن يفهموا التفاصيل وراء هذا الاختراع".
ونصحت بدير رواد الأعمال باستغلال الوقت في الابتكار، مؤكدة: أن "الاختراع هو مصدر طاقتنا وجزء من حمضنا النووي"، كما ذكرت "الصانعين" بحسب وصفها، بمقدار الوقت الذي يحتاجه المبتكر لنحت الأفكار الجديدة، قائلة: "عليكم بذل الوقت والمجهود لصقل شغفهم".