خسائر فادحة للعملات الرقمية.. و"بيتكوين" تفقد 20% في يومين
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- يبدو أن المستثمرين في العملات الرقمية يواجهون أيامًا صعبة في الآونة الأخيرة، فقد فقدت "بيتكوين" أكثر من 20٪ في يومين.
عملات رقمية أخرى أبرزها إيثيريوم وليتكوين تغوص هي الأخرى في دوامة التراجعات، لكن ما الجديد الذي يدفع هذه العملات للتراجع؟
تقرير من "بيزنس إنسايدر" يشير إلى أن عملاق الخدمات المصرفية الاستثمارية "غولدمان ساكس" قد يسقط خططًا لإطلاق مكتب تداولات في العملات الرقمية.
غولدمان ساكس ذكر لـ CNNMoney أنه لم يتخذ قرارًا صريحًا بشأن بيتكوين أو غيرها من العملات المشفرة حتى الآن.
وقال غولدمان ساكس في بيان: "استجابة لاهتمام العملاء بمختلف المنتجات الرقمية، فإننا نستكشف أفضل السبل لخدمتهم، وفي هذه المرحلة، لم نتوصل لنتيجة بشأن المنتجات الرقمية لدينا".
ولكن ماذا لو تراجع "غولدمان ساكس"؟، بالتأكيد هذا ليس خبرًا سارًا.
نعيم أسلم، كبير محللي السوق بشركة "ثينك ماركتس" في المملكة المتحدة، قال في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لا شك في أن سعر البيتكوين يجد دعمًا من احتمالية مشاركة المؤسسات المصرفية في نشاط العملات الرقمية".
المؤشرات الأولية لمشاركة "غولدمان ساكس" المحتملة في تداولات بيتكوين وغيرها من العملات المشفرة ظهرت في شهر ديسمبر الماضي، بعد فترة وجيزة من قيام شركتي تداول كبيرتين للعقود الآجلة وهما (CBOE) و(CME) بإنشاء بورصة لعقود البيتكوين.
غولدمان ساكس أكدت في مايو أنها تفكر في استخدام أموالها الخاصة لبدء تداول البيتكوين، وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز.
أسعار البيتكوين التي كانت تتداول بالقرب من مستوى قياسي يبلغ حوالي 20 ألف دولار في ديسمبر الماضي فقدت أكثر من ثلثي قيمتها لتتداول حاليًا عند مستوى 6400 دولار.
وقال حسين سيد، كبير المحللين الاستراتيجيين لسوق العملات لدى FXTM، في تقرير له، أمس الخميس، إنه من الممكن أن تنخفض الأسعار إلى ما دون 5000 دولار.
لذلك قد يكون من المنطقي بالنسبة لغولدمان ساكس اتباع نهج أكثر حذرًا تجاه هذا السوق المتقلب للغاية.
وكانت معظم الأخبار حول البيتكوين سلبية في الآونة الأخيرة، فقد حظرت منصات جوجل وفيسبوك وتويتر بعض إعلانات العملات المشفرة.
أيضًا منعت لجنة الأوراق المالية والبورصات العديد من المقترحات لإطلاق صناديق البيتكوين في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك خطط من عمالقة صناديق المؤشرات "بروشيرز" و"دريكسيون".
كذلك بعدما غيرت شركة "بيو بيتكس"، وهي شركة لإنتاج الهرمونات الحيوانات اسمها إلى "ريوت بلوكتشين"، ما قاد السهم للارتفاع، لكن الشركة كشفت عن أن لجنة الأوراق المالية والبورصات تحقق بشأنها.
من جهة أخري بدأت بعض الشركات في بيع الرموز الرقمية لجمع الأموال.
شركة التصوير وإنتاج الأفلام الشهيرة "كوداك" أنشأت "عملة كوداك" الخاص بها، كذلك قامت شركة "بوتكوين" التي تقدم الماريجوانا والحشيش القانوني بنفس الأمر.
مجموعة كبيرة من قادة الأعمال انتقدوا بيتكوين، فقد وصف جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورغان، تشيس بيتكوين بـ "الاحتيال" الذي كان مناسبًا فقط لتجار المخدرات وكوريا الشمالية.
وقال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، الذي تملك شركته المملكة القابضة حصصًا في أبل وسيتي جروب وتويتر لشبكة "سي.إن. بي.سي" أواخر العام الماضي: إنه يعتقد أن البيتكوين هو "إنرون قيد التجهيز" وسينهار.
كما حذر كل من وارن بافيت وتشارلي مونجر، من شركة بيركشاير هاثاواي، المستثمرين بالابتعاد عن البيتكوين.
وقال بافيت لشبكة "سي.إن.بي.سي" في أوائل مايو، إن بيتكوين كان "من المحتمل أن يكون سم الفئران"، في حين قال مونجر، في اجتماع المساهمين في بيركشاير، إن فكرة امتلاك أجهزة عملات مشفرة كانت "جنان".
ومن الجدير بالذكر أن الانخفاض الأخير في البيتكوين يتزامن مع انهيارات عملات الأسواق الناشئة بقيادة الليرة التركية والروبية الهندية والبيزو الأرجنتيني وارتفاع قيمة الدولار.
ورغم ذلك لا يبدو أن المستثمرين على استعداد للمراهنة على البيتكوين كبديل لعملات الأسواق الناشئة الهشة.
ومع ذلك، فإن التراجع في البيتكوين يأتي مع تزايد عدد الشركات والمؤسسات التي تبنت تقنية "بلوكتشين" التي تحتفظ بسجلات المعاملات في العملات الافتراضية.
شركة "آي بي إم" من أكبر المؤيدين لتقنية "بلوكتشين"، كما أن البنك الدولي أعلن عن خطط لإطلاق سندات "بلوكتشين".
هناك فرق واضح بين "بيتكوين" و"بلوكتشين"، فمستقبل المال رقميًا بشكل جيد، لكن هذا لا يعني أن البيتكوين أو عشرات العملات الافتراضية الأخرى ستنجح وتزدهر.