ما مدى اهتمام شركات الشرق الأوسط بصحة الموظفين وعافيتهم؟
نشر هذا المقال بالتعاون مع موقع التوظيف الإلكتروني بيت.كوم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يلعب أصحاب العمل دورًا كبيرًا في تعزيز صحة الموظفين وعافيتهم، إذ لديهم تأثير كبير عليهم ومن الممكن أن يساعدوهم على اتباع نمط حياة صحي والتقليل من التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. ولكن هل تبدي شركات اليوم اهتمامًا بهذه الأمور، وما هي المساعدة التي يحتاجها الموظفون لاتباع نمط حياة صحي؟
استبيان تحت عنوان "صحة وعافية الموظفين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، كشف عن مجموعة متنوعة من الأفكار حول أنماط حياة المهنيين وكيفية اجراء تغييرات صحية في مكان العمل.
صحة الموظفين وعافيتهم
تعتبر العادات الغذائية السيئة، ومؤشر كتلة الجسم المرتفع (مؤشر السمنة وزيادة الوزن)، والتدخين، من أهم مؤشرات أنماط الحياة غير الصحية للموظفين، وقد صرّح 44٪ من المشاركين بأنهم مدخنون، في حين قال 56٪ بأنهم لا يدخنون. في الواقع، تسمح العديد من الشركات في المنطقة (57,9%) بالتدخين في أماكن العمل، في حين تسمح 19,7٪ منها بالتدخين في أماكن مخصصة، و14,4٪ تمنع التدخين كلياً، أما النسبة المتبقية (7,9%)، فقد صرّحت بعدم معرفتها بسياسة التدخين في شركاتها.
وقد أشارت نتائج الاستبيان إلى اتجاه عدد متزايد من المشاركين في المنطقة لتغيير عاداتهم اليومية، حيث يمارس 12,2٪ الرياضة بانتظام ويتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا، وقد نجح 8,4٪ في تغيير نمط حياتهم وأصبحوا أكثر نشاطًا، في حين تخطط نسبة 12,7٪ لتبني عادات غذائية أفضل وممارسة الرياضة. وقد قال 95,4٪ من المشاركين إنهم سيمارسون التمارين الرياضية أكثر لو كان يوجد صالة رياضية في مكان عملهم أو خصومات على الاشتراك في النوادي الرياضية.
العوامل التي تؤثر على صحة الموظفين في مكان العمل
يعتقد معظم المشاركين في الاستبيان (93,2%) أن مسؤولية تعزيز صحة الموظفين وعافيتهم تقع على عاتق صاحب العمل. في الواقع، إن التعاون لإحداث تغييرات لا يؤثر ايجابًا على الصحة النفسية والبدنية للموظفين فحسب، بل يساهم أيضًا في تحسين الإنتاجية العامة للشركة.
وقد سلطت نتائج الاستبيان الضوء على قدرة أصحاب العمل على الحد من التوتر وتطوير ثقافة تعزز صحة الموظفين في مكان العمل من خلال تخصيص الوقت والموارد اللازمة لممارسة الرياضة (71,1%)، أو توفير بيئة عمل مرنة (9,6%)، أو تنظيم أنشطة اجتماعية للفريق (2,5%)، أو تشجيع عادات الأكل الصحية (0,9%) أو تقديم جميع هذه الأمور (15,1٪)
ويترتب على العمل لساعات طويلة مجموعة من المخاطر الصحية. ولحسن الحظ، يدرك المهنيون ذلك جيدًا ويسعون للحد منها، حيث أفاد 86,9٪ من المشاركين بأن جدول أعمالهم يسمح لهم بتخصيص وقت لممارسة الرياضة، مقارنة بـ 8,9٪ فقط من الموظفين الذين لا يسمح لهم جدول أعمالهم بذلك.
ولا يمكن إغفال أهمية البرامج التي تعزّز صحة الموظفين في مكان العمل، حيث قال غالبية المشاركين (79,7%) إن أصحاب العمل يقدمون برامج وورش عمل وجلسات توعية حول الصحة والعافية، في حين أفاد 13,9٪ بأن شركاتهم لا تقوم بمثل هذه المبادرات. وإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد التواصل في تعزيز الصحة البدنية والعقلية للموظفين، وقد أظهر معظم المشاركين (77,2%) رضاهم الكبير عن ذلك، فيما قال 3,3٪ فقط أنهم غير راضين عن مستوى الاتصال الموجود داخل شركاتهم.
ويمكن أن تؤثر المستويات العالية من الإجهاد سلبًا على عادات نوم المهنيين وصحتهم العقلية والبدنية. وقد أظهر الاستبيان نتائج إيجابية في هذا الجانب، حيث قال 80,7٪ من المشاركين بأنهم يحصلون على سبع ساعات من النوم كل ليلة على الأقل، فيما قالت نسبة 19,3٪ بأنها تحصل على أقل من سبع ساعات من النوم يوميًا.
وجهة نظر الباحثين عن عمل
قام الاستبيان أيضًا بجمع آراء الباحثين عن عمل حول بيئة العمل المثالية، ونظرًا لارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في الآونة الأخيرة، وتزايد العوامل المسببة للخطر على الحياة، أصبح التأمين الصحي من أهم أولويات الباحثين عن عمل في المنطقة، حيث قال غالبية المشاركين (69,1٪) أنهم يفضلون العمل في الشركات التي توفر لهم التأمين الصحي مقابل الحصول على راتب أعلى، في حين أن 25,3٪ قالوا إن الفوائد الصحية والتعويضات المادية تتساوى في الأهمية.
ومن المثير للانتباه، يضع المهنيون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أولوية للمبادرات التي تعزز الصحة والعافية في مكان العمل أثناء البحث عن وظيفة جديدة، حيث يبحثون عن بيئة مريحة وودودة (72,8%)، أو ساعات عمل مرنة (2,9%)، أو تأمين صحي (1,8%)، أو اشتراكات مجانية أو خصومات على النوادي الرياضية (1,4%)، أو وجبات صحية يقدمها أصحاب العمل (0,4٪) أو جميع هذه الأمور (18,6%)