موافقة أوبك وروسيا على خفض إنتاج النفط
لندن (CNN)-- توصلت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها إلى اتفاق لخفض الإنتاج، الجمعة، رغم ضغوط من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على مواصلة الضخ.
وقال سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي ورئيس منظمة أوبك للصحفيين إن "التخفيضات ستزيل 1.2 مليون برميل يوميا من الأسواق العالمية".
وارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي بنسبة 5٪ تقريبًا إلى 54 دولار للبرميل. وتعهد أعضاء أوبك بخفض إنتاجهم بمقدار 800 ألف برميل يوميا لمدة ستة أشهر تبدأ في يناير. ووعدت روسيا وغيرها من المنتجين خارج المنظمة بتخفيض 400 ألف برميل إضافي يوميا.
وقد تم منح أعضاء أوبك إيران وفنزويلا وليبيا إعفاءات من التخفيضات. والصفقة التي ينبغي أن تساعد في القضاء على الفائض من العرض تغطي أسبوعا مضطربا لمنظمة أوبك، حيث بدأ بقرار من قطر بالانسحاب من المنظمة.
يوم الخميس، خرج أعضاء أوبك من اليوم الأول للمفاوضات في فيينا دون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن خفض الإنتاج. وتم إلغاء مؤتمر صحفي وانخفضت أسعار النفط الخام.
وتراجعت أسعار النفط منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما شملت المناقشات، الجمعة، روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم وشريك رئيسي منذ عام 2016 في جهود أوبك لتحقيق التوازن بين العرض والطلب على النفط.
وطغت كلا الدعوتين على دعوات ترامب المتكررة للحفاظ على الإنتاج ثابتًا. لكن منظمة أوبك تحاول تثبيت استقرار أسواق النفط بعد أن انخفضت أسعار الخام الأمريكي بنسبة 22٪ في نوفمبر/ تشرين الثامي الماضي، مسجلاً أسوأ شهر منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. وانخفضت أسعار النفط العالمية بنحو 31٪ منذ أوائل أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وركزت اجتماعات فيينا على حجم الإنتاج الذي ستخفضه منظمة أوبك وروسيا، وكيف سيتم تقاسم التخفيضات بين المجموعة الأوسع. وقال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي إن قرار المجموعة بخفض الإنتاج جاء نتيجة لضرورة اقتصادية ولم يكن مدفوعا بأي أجندة سياسية.
وأوضح الفالح للصحفيين: "عندما تفكر في التعقيد وعدد المتغيرات في اللعب، أشعر بسعادة بالغة لأننا استطعنا إنهاء يوم الجمعة والعودة إلى الوطن في عطلة نهاية الأسبوع".
وردا على سؤال حول الضغوط من ترامب، قال الفالح إن شركات النفط في الولايات المتحدة ستقدر جهود المجموعة. وأوضح: "أعرف حقيقة أن منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة ربما يتنفسون الصعداء لأننا نقدم بعض اليقين والوضوح لعام 2019".
والأسواق العالمية مليئة بالنفط، فيما تضخ الولايات المتحدة بمستويات قياسية وتجاوزت مؤخراً روسيا والمملكة العربية السعودية لأول مرة منذ عام 1973 كأكبر منتج في العالم.
وفي هذه الأثناء، ما زالت إيران تبيع الخام رغم العقوبات. وفاجأت الولايات المتحدة أوبك والمنتجين الآخرين بمنح إعفاءات إلى ثمانية بلدان لمواصلة شراء النفط الإيراني بعد أن أعيد فرض العقوبات على طهران في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وكانت السعودية ودول أخرى قد وافقت في يونيو/ حزيران الماضي على ضخ المزيد من النفط لتعويض الإمدادات الإيرانية المفقودة ومنع ارتفاع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل.
ويقول الفالح: "أعتقد أن الكثير من الناس يقللون من شأن التأثير الذي كان لدينا على الاقتصاد العالمي".