عمر البشير يعد بإصلاحات.. وخبيران لـCNN: هذا ما يحتاجه السودان
دبي، الإمارات العربية (CNN)-- أكد الرئيس السوداني عمر البشير، الإثنين، على استمرار الدولة في إجراء إصلاحات اقتصادية توفر للمواطنين حياة كريمة، ووعد بإجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين في القطاع المصرفي، بحسب وكالة الأنباء السوادنية الرسمية (سونا).
ودعا البشير، المواطنين إلى عدم الالتفات لمروجي الشائعات، والحذر من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط.
من جانبهما، نصح خبيران اقتصاديان الحكومة السودانية بعدة إجراءات يجب العمل بها بشكل عاجل لاحتواء تصاعد الاحتجاجات في عدد من مناطق بالبلاد، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية.
وطالب الخبيران في حديثهما لـCNN بالعربية، بضرورة التوصل لحل للأزمة قبل نهاية العام الجاري، وتجنب الحلول المُسكنة لعدم تفاقم الأوضاع.
وخرجت تظاهرات في مناطق عدة بالسودان، مع استمرار أزمة الطوابير أمام المخابز بعد ارتفاع سعر رغيف الخبز، الذي تجاوز 3 جنيهات في بعض الولايات، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات، ما اضطر الحكومة إلى تعليق الدراسة في جميع المدارس.
من جانبها وعدت الحكومة، على لسان المتحدث الرسمي باسمها في بيان نقلته "سونا" بالقيام بدورها في توفير السلع والخدمات ومعالجة أزمة الوقود والخبز. وأضاف المتحدث أن الحكومة اتخذت قراراً باستمرار دعم الدقيق وتثبيت سعر قطعة الخبز للمواطن، وجهودها متصلة لمعالجات جذرية لكافة القضايا بما فيها قضية توفير الأوراق النقدية.
قال شريف الخريبي، الخبير الاقتصادي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن 70% من أسباب الاحتجاجات الحالية بالسودان خارجية، موضحًا "من بين هذه الأسباب بالطبع وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفرض عقوبات علىيها ما ضاعف من العزلة الاقتصادية للبلاد".
وأضاف الخريبي، الذي يستثمر في القطاع الغذائي بالسودان، أن البلاد تعاني من عدة أزمات أخرى أسهمت في تفاقم الوضع الاقتصادي منها، ضعف نظام التحويلات البنكية، ونقص السيولة، ووضع حد أقصى للسحب الكاش عند 2000 جنيهًا يوميًا، وانهيار البنية التحتية خاصة الطرق، وإهدار الموارد الطبيعية الهائلة.
ونصح الخريبي الحكومة السودانية بعدة إجراءات مطلوبة، لسرعة حل الأزمة، على رأسها فتح باب الاستثمار في قطاع الطاقة الشمسية للحد من أزمة الطاقة، إضافة إلى إقامة مشروع قومي للتثمين للاستفادة من الثروة الحيوانية الهائلة بالبلاد، وإنشاء المجازر الحديثة، واستغلال مساحات الأراضي الشاسعة في الزراعة.
وتابع: "لدى السودان نحو 100 مليون فدان صالحة للزراعة، تكفي زراعتها لسد حاجة الشرق الأوسط من الغذاء، وأعتقد أن السودان أحد أكبر البلاد في أفريقيا جاذبية للاستثمار بقطاع الطاقة الشمسية، فلماذا تغفل الحكومة عن كل هذه الإمكانات رغم وفرتها؟ وهي قادرة على حل الأزمة الاقتصادية بالبلاد!".
وأشار إلى، عدم وجود تأثير للاحتجاجات على الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية مع الدول الأخرى ومنها مصر، حتى الآن.
وقال علاء محمد عبد الحليم، المتخصص في الشئون الاقتصادية الأفريقية ويستثمر بالسودان، إن الحكومة السودانية في مأزق لا تحسد عليها، ولا تزال عاجزًة عن حل أزمة طوابير الخبز وارتفاع سعره خاصة في المناطق التي شهدت الشراراة للاحتجاجات.
وتابع: "الحكومة يدها قصيرة، ويبدو أنها لا تمتلك حلولاً حتى الآن، وهذا يزيد من تفاقم الأوضاع".
ووصف عبد الحليم، الدعم القطري للحكومة السودانية بالمُسكن، إذ يرى أن الاقتصاد السوداني يعاني من مشكلات هيكيلية تحتاج إلى حلول جذرية وليس مجرد مُسكنات منها على سبيل المثال تخصيص النسبة الأكبر من ميزانية البلاد للإنفاق على الجانب الأمني والمخابراتي، على حد تعبيره.
وأجرى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، اتصالا بالرئيس السوداني عمر البشير السبت الماضي، للاطمئنان على الأوضاع في البلاد، وأعلن "وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة السودان علي تجاوز هذه المحنة، مؤكدا حرصه علي استقرار السودان وأمنه" بحسب "سونا".
وتوقع عبد الحليم، تفاقم الأوضاع، ما لم تتوصل الحكومة قبل نهاية العام الجاري، لتوافق مع كافة القوى السياسية والاجتماعية، قائلاً: "الأمور ستصل لنتائج غير محمودة عواقبها، ما لم تسع الحكومة للتوافق والتراضي مع الجميع قبل نهاية العام".