في زمن كورونا.. هل نستغني عن الأوراق النقدية؟

نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بات يجبر فيروس كورونا المؤسسات حول العالم على إعادة التفكير باستخدام أحد الأمور الأكثر استهلاكاً بالعالم والتي قد تعتبر من بين الأسطح الأكثر حملاً للجراثيم على الإطلاق: الأوراق النقدية.

محتوى إعلاني

وأعلن البنك المركزي في كوريا الجنوبية يوم الجمعة عن وقف تداول جميع الأوراق النقدية لمدة أسبوعين، وحرق بعضها للحد من انتشار الفيروس، وفقاً لما ذكرته رويترز.

محتوى إعلاني

ويأتي قرار كوريا الجنوبية بعد اتخاذ الصين إجراءات ضخمة لتنظيف وتعقيم الأوراق النقدية، التي قد تحمل الفيروس، بالأشعة فوق البنفسجية وفي درجات حرارة مرتفعة، حتى أن بعضها أعلن عن إتلافها كلياً في حال كانت متداولة في المناطق التي تنتشر فيها العدوى بخطورة، مثل المستشفيات.

كما قام متحف اللوفر في باريس أيضاً هذا الأسبوع بحظر استخدام الأوراق النقدية. وجاء قرار المتحف لقبول عمليات الدفع ببطاقات الائتمان فقط جزءاً من جهود الإدارة لجعل الموظفين يشعرون براحة أكبر عند العودة إلى العمل، وفقاً لوكالة "أسوشيتيد برس".

وتأتي المخاوف من الأوراق النقدية مع ارتفاع عدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا حول العالم إلى أكثر من 110 آلف حالة، معظمها في الصين. وقد يؤدي اندلاع المرض إلى زيادة الاعتماد على عمليات الدفع بواسطة الهاتف المحمول، وهي تقنية حديثة لم تعتمد حول العالم بشكل كاف مقارنة بالدفع عبر الأوراق النقدية.

وتتراوح خيارات الدفع عبر الهاتف المحمول من "آبل باي" و"سامسونغ باي" و"غوغل باي"، حيث يستخدم المستهلكون هواتفهم الذكية أو ساعاتهم الذكية للدفع في المتاجر، إلى بطاقات الائتمان المزودة بشريحة NFC، ما يسمح للمتسوق بحمل البطاقة بالقرب من الجهاز للدفع تلقائياً.

ويقول بول ماتويل، وهو محاضر كبير في علم الأحياء المجهرية في جامعة لندن متروبوليتان، في حديث مع CNN، إنه "لا شك بأن الكائنات الحية الدقيقة تنتقل عبر الأوراق النقدية، إذ تظهر الدراسات وجود عدد من الأشياء التي ما كنا نظن أنها ستكون موجودة".

ووفقاً لدراسة أجريت في العام 2017 في مدينة نيويورك، وجد باحثون كائنات حية دقيقة تعيش على أسطح الأوراق النقدية، بدءاً من بكتيريا من الفم وبكتيريا مهبلية إلى فيروسات شبيهة بالإنفلونزا. وتوصي منظمة الصحة العالمية بغسل اليدين جيداً بعد التعامل مع النقود، خاصة قبل تناول الطعام.

ويقول ماتويل إنه من الصعب معرفة الحمل البكتيري على أيدينا أثناء تعاملنا مع النقد أو بطاقات الائتمان، مضيفاً: "أفترض أنه عندما ينتقل الأشخاص إلى اعتماد المعاملات الإلكترونية، فذلك يقلل من نسبة الخطر، إلّا أننا ما زلنا نستخدم هواتفنا التي قد ندفع بها بعد لمس الكثير من الأشياء والأسطح".

ولذا، بالإضافة إلى غسل اليدين بشكل دائم بعد عمليات الدفع، تشمل أشكال الحماية الأخرى استخدام مناديل مضادة للبكتيريا لتنظيف الهواتف وبطاقات الائتمان، وحمل أقلامنا الخاصة للتوقيع على الإيصالات إذا ما اضطر الأمر ذلك.

نشر
محتوى إعلاني