وسط تقلبات سوق النفط.. ما مدى استدامة وجدوى الطاقة النووية؟

نشر
4 دقائق قراءة
Credit: GettyImages

* تقرير من إعداد منن خاطر، ضمن برنامج تدريبي في CNN بالعربية.

محتوى إعلاني

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في سابقة عربية، نجحت الإمارات العربية المتحدة في تشغيل أول مفاعل نووي عربي سلمي من خلال محطة "براكة" للطاقة النووية، إلا أن أنها ليست الدولة العربية الوحيدة التي سلكت هذا الطريق. فقد بدأت عدة دول من بينهم المملكة العربية السعودية ومصر بالسعي لإنشاء محطات للطاقة النووية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول جدوى ذلك المصدر، خاصة مع انخفاض تكلفة مشروعات الطاقة الشمسية في السنوات الأخيرة، وتمتع تلك الدول بمستويات نموذجية من الإشعاع الشمسي عالمياً.

محتوى إعلاني

ويرى محللون أن السبب الرئيسي للمنافسة على استخدام الطاقة النووية ليس استراتيجيا لتنويع مزيج الطاقة فحسب، بل أيضا هي الوسيلة الأمثل لمواءمة احتياجات تلك الدول المتزايدة من الكهرباء في ظل خططها التنموية الطموحة وتقلبات سوق النفط والغاز، ولكن استدامة استخدام هذا المصدر تظل تحديا أمام تلك الدول.

وقال مزدك رفاتي، المدير المشارك في شركة الاستشارات الألمانية "لودوار انترناشيونال"، في تصريحات لـCNN بالعربية إن "توفير الطاقة بسعر منخفض هو تحد كبير لأي دولة"، مضيفا: "هناك رغبة كبيرة في إنتاج الطاقة من أجل التنمية في المنطقة ولا يمكن للغاز والنفط وحدهما تغطية ذلك".

عندما بدأت الإمارات برنامجها النووي في 2009 كانت تكلفة مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح باهظة مقارنة بما وصلت إليه اليوم. وأوضح تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ( آيرينا( في يونيو/ حزيران الماضي أن  تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية سجلت انخفاضاً بنسبة 82% منذ عام 2010، تلتها الطاقة الشمسية المركزة بنسبة 47%، ثم طاقة الرياح البرية بنسبة 39% وطاقة الرياح البحرية بنسبة 29%.

وقال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة "قمر" للطاقة، لـCNN بالعربية، إن "تكاليف إنشاء وتشغيل محطات الطاقة النووية مرتفعة نسبياً ولكنها معقولة إذا تم تنفيذ المشاريع بشكل جيد". وأوضح ميلز أنه "حتى الآن، لا تنتج الطاقة الشمسية والرياح طاقة لمدة 24 ساعة بدون مصدر دعم، مثل البطاريات. لذلك لا تزال الطاقة النووية توفر مصدر طاقة واسع النطاق ويمكن الاعتماد عليه ومنخفض الكربون".

وتكتسب الطاقة النووية أهمية اقتصادية خاصة هذا العام مع تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد وتأثيره على الاقتصاد العالمي، وذلك من خلال قدرتها الإنتاجية الضخمة في توليد الكهرباء. كما تكتسب أهمية بيئية لخلوها من الانبعاثات الكربونية، وذلك في إطار تسارع الجهود العالمية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وقال طارق حسان، ممثل المجموعات الرئيسية وأصحاب المصلحة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمنطقة غرب آسيا، في تصريحات لـCNN: "برأيي الاستثمار في الطاقة النووية سوف يساعد دول الشرق الأوسط والخليج على الوفاء بالتزاماتها تجاه تخفيض الانبعاثات الكربونية"، مشيرا إلى أن "التكلفة الكبيرة للاستثمار في الطاقة النووية هو ما يعيق الكثير من الدول وخصوصاً الدول النامية من الاستثمار في هذا المجال".

في الوقت نفسه، بدأت دول أوروبية التخلي عن استخدامها الطاقة النووية. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تعهدت ألمانيا بالبدء في إيقاف تشغيل كل منشأة للطاقة النووية بحلول نهاية عام 2022، وذلك لأسباب أمنية.

وأوضح رفاتي أنه "يجب التفكير في عدد سنوات محدد لاستخدامها أو ربما استخدامها في إيجاد مصدر طاقة آخر، لتجنب أكبر قدر ممكن من النفايات النووية"، مشيرا إلى أنه "كلما زادت فترة استخدامها زادت أيضا تكلفة التخلص من النفايات".

 

 

نشر
محتوى إعلاني