تتبعها "أقرب إلى المستحيل".. كم تبلغ ثروة بوتين وما تأثير العقوبات الغربية التي استهدفته شخصيا؟
نيويورك، الولايات المتحدة (CNN)-- فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة نادرة تستهدف الثروة الشخصية لزعيم أجنبي، ضمن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
لكن تأثير تلك العقوبات قد يكون رمزيًا إلى حد كبير. على الرغم من الاعتقاد أن بوتين يمتلك مليارات الدولارات كثروة شخصية، لا تتوفر معلومات كثيرة عن المبلغ المحدد أو أين يمكن أن يكون.
لم يترك بوتين أي أثر ورقي تقريبًا للأصول المخبأة وراء مخططات مالية معقدة نظمها المقربون منه، وفقًا لتحقيق "أوراق بنما" لعام 2016 الصادر عن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين. من بين الكماليات التي تم ربطها بأصدقاء بوتين وعائلته، ولكن لم يتم ربطها به بشكل مباشر، يخت ضخم بقيمة 100 مليون دولار وقصر على البحر الأسود يُزعم أنه تم بناؤه للاستخدام الشخصي لبوتين.
على الورق، يبدو الزعيم الروسي وكأنه بيروقراطي متواضع. في عام 2018، قدم بوتين إقرارًا رسميًا بالدخل يوضح أنه يمتلك شقة مساحتها 800 قدم مربع في سانت بطرسبرغ، جنبًا إلى جنب مع سيارتين من الحقبة السوفيتية وشاحنة للطرق الوعرة. يقول الكرملين إن دخل بوتين السنوي يبلغ حوالي 140 ألف دولار، وهو رقم ليس قليلا في روسيا، على الرغم من أنه بالكاد يكفي ساعاته الفاخرة.
قال بيل براودر، المستثمر الأمريكي البريطاني في روسيا الذي أصبح منتقدًا شرسًا لبوتين، في تصريح لشبكة CNN عام 2018، إن "مجموعة ساعات بوتين التي يرتديها علنا تساوي مضاعفات راتبه الرسمي". مضيفا أن ثروة بوتين "نتيجة الابتزاز والسرقة الجماعية من أموال الدولة".
تقديرات بـ 200 مليار دولار
قال براودر، في شهادة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2017، إنه يقدر ثروة الزعيم الروسي بحوالي 200 مليار دولار من الأصول، مما يجعله من بين أغنى الناس على هذا الكوكب.
تشير إحدى النظريات عن ثروة بوتين إلى أنه يبتز رجال الأعمال الأوليغارك الروس، ويهددهم بالاعتقال أو ما هو أسوأ إذا لم يتنازلوا عن أموال أو حصص في شركاتهم.
ومع ذلك، فقد ثبت أن تتبع ثروته أقرب إلى المستحيل. وقالت مجلة "فوربس"، التي تعتبر تتبع الثروات الشخصية لنخبة العالم جزءا من مهمتها الأساسية، إن اكتشاف صافي ثروة بوتين "ربما يكون اللغز الأكثر مراوغة في البحث عن رصد الثروات".
وقال روس ديلستون، خبير مكافحة غسيل الأموال، إن عامة الناس لا يعلمون المكان الذي تختبئ فيه أصول بوتين، لكن "يمكننا أن نفترض أن وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية ووكالات إنفاذ القانون تتعقب أصوله منذ سنوات".
وأضاف ديلستون: "إذا كانت حكومة الولايات المتحدة، جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي، جادة في ملاحقة أصوله، فسيكون هناك الكثير من الأهداف التي يجب ضربها". وتابع بالقول: "ستكون في جميع أنحاء العالم ... بالتأكيد ضمن حدود الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
لكن هل سيؤدي تجميد أصول بوتين إلى ردعه عن مواصلة الهجوم على أوكرانيا؟ يكاد يكون من المؤكد لا.
وقال ديلستون: "نحن لا نتحدث عن وقف أي شيء"، مضيفا: "نحن نتحدث عن معاقبته".
وهذا لا يعني أن العقوبات بلا أسنان. قد يكون لها تأثير سلبي بسيط على ثروة بوتين الإجمالية، لكنها تقوض مصداقيته على الساحة الدولية.
في تأكيد على مدى ندرة استهداف الولايات المتحدة شخصيا لرئيس دولة بالعقوبات، قالت وزارة الخزانة الأمريكية، الجمعة، إن "الرئيس بوتين ينضم إلى مجموعة صغيرة جدا تضم طغاة مثل (زعيم كوريا الشمالية) كيم جونغ أون و(رئيس بيلاروسيا) أليكسندر لوكاشينكو و(الرئيس السوري) بشار الأسد".
ويرى ديلستون أن تأثير العقوبات لن يكون سهلا على بوتين، قائلا: "يميل أصحاب الثروات المرتفعة إلى الارتباط بأصولهم المالية، على الرغم من أن لديهم الكثير".