قيود قد تنقلب ضده.. الروس يتعلمون كيفية التغلب على "ستار بوتين الحديدي"
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- "ستار حديدي" رقمي يبدو أنه بدأ ينزل على روسيا، حيث يكافح الرئيس فلاديمير بوتين للسيطرة على رواية حربه على أوكرانيا. تحرك الكرملين بالفعل لحجب فيسبوك وتويتر، وجاءت خطوته الأخيرة في هذا الاتجاه بإعلان الحكومة عن خطط لحجب إنستغرام في البلاد أيضًا.
لكن على الرغم من جهود بوتين لتضييق الخناق على وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات داخل حدوده، يبدو أن عددًا متزايدًا من مستخدمي الإنترنت الروس مصممون على الوصول إلى مصادر خارجية والالتفاف على قيود الكرملين.
لهزيمة الرقابة الروسية على الإنترنت، يلجأ الكثيرون إلى تكنولوجيا التحايل المتخصصة التي تُستخدم على نطاق واسع في البلدان الأخرى ذات الحريات المقيدة على الإنترنت، بما في ذلك الصين وإيران. يقول خبراء الحقوق الرقمية إن بوتين ربما تسبب عن غير قصد في إحداث تحول هائل ودائم في محو الأمية الرقمية في روسيا والذي سيعمل ضد النظام لسنوات.
منذ غزو أوكرانيا، كان الروس يتدفقون على الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) وتطبيقات المراسلة المشفرة، والأدوات التي يمكن استخدامها للوصول إلى المواقع المحجوبة مثل Facebook أو مشاركة الأخبار بأمان حول الحرب في أوكرانيا.
ارتفاع سريع في الإقبال
خلال أسبوع 28 فبراير، قام مستخدمو الإنترنت الروس بتنزيل تطبيقات VPN الخمس الرائدة على متاجر Apple وGoogle بإجمالي 2.7 مليون مرة، بزيادة تقارب 3 أضعاف في الطلب مقارنة بالأسبوع السابق، وفقًا لشركة أبحاث السوق SensorTower.
يتوافق هذا النمو مع ما أبلغ عنه بعض مزودي خدمة VPN . على سبيل المثال، قالت شركة Proton التي تتخذ من سويسرا مقراً لها لشبكة CNN إنها شهدت زيادة بنسبة 1000٪ في الاشتراكات من روسيا هذا الشهر. (لكن الشركة رفض تقديم الرقم الأساسي للمقارنة).
مقدمو VPN هم نوع واحد فقط من التطبيقات التي تشهد انتشارًا أكبر في روسيا. منذ 1 مارس، شهدت مجموعة من تطبيقات المراسلة، بما في ذلك خدمات Meta Messenger وWhatsApp، زيادة تدريجية، حسبما ذكرت شركةCloudflare ، وهو اتجاه يتوافق مع زيادة حركة المرور إلى منصات الوسائط الاجتماعية العالمية مثل تويتر، يوتيوب، انستغرام وتيك توك.
ولكن ربما يكون تطبيق المراسلة الأسرع نموًا في روسيا هو تطبيق المراسلة المشفر Signal . وفقا لـ SensorTower تم تنزيل Signal حوالي 132 ألف مرة في البلاد الأسبوع الماضي، بزيادة أكثر من 28٪ عن الأسبوع السابق. كما شهدت تطبيقات المراسلة الخاصة الأخرى، مثل Telegram ، تباطؤًا نسبيًا في النمو هذا الأسبوع، لكنها لا تزال تشهد أكثر من نصف مليون عملية تنزيل في ذلك الإطار الزمني.
في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن مستخدمي الإنترنت الروس قد زادوا من اعتمادهم علىTor ، وهي خدمة تخفي هوية متصفح الإنترنت عن طريق تشويش حركة مرور المستخدم وترديدها عبر خوادم متعددة حول العالم. مع بداية يوم غزو أوكرانيا، قدرت Tor أن آلافًا من المستخدمين الروس يدخلون على شبكة الإنترنت من خلال خوادم سرية متصلة بشبكة Tor اللامركزية.
حرب تكنولوجيا المعلومات
تسلط الأهمية المتزايدة لبعض هذه الأدوات الضوء على المخاطر التي يواجهها مستخدمو الإنترنت الروس حيث احتجز الكرملين آلاف الأشخاص بسبب احتجاجهم على الحرب في أوكرانيا.
قالت ناتاليا كرابيفا، المحامية في مجموعة الحقوق الرقمية Access Now، إن بعض مستخدمي الإنترنت الروس يستخدمون أدوات اتصالات آمنة منذ سنوات، حيث بدأت الحكومة الروسية في تقييد حريات الإنترنت منذ أكثر من عقد.
قالت كرابيفا إن الحكومة الروسية حاولت في الماضي حجب مزودي Tor و VPN . لكنها قالت إن ذلك لم يكن ناجحًا للغاية، وأضافت أن ما تواجهه روسيا الآن هي لعبة القط والفأر.
لكن في حين أن بوتين قد لا يكون قادرًا على إغلاق التقنيات المقاومة للرقابة تمامًا، لا يزال بإمكان مؤيدي الكرملين محاولة جرها إلى حرب المعلومات الأوسع في روسيا وإعاقة تبنيها.
إذا انتهى الأمر بأقلية صغيرة من الروس إلى تبني تقنيات التحايل للوصول إلى المعلومات الخارجية، فقد يسمح ذلك لبوتين بالسيطرة على مساحة المعلومات داخل البلاد. وعلى الرغم من وجود العديد من الدلائل على الاهتمام المتزايد بهذه الأدوات، فإنها تبدو في نطاق الآلاف، وليس الملايين، على الأقل في الوقت الحالي.
تطبيع التكنولوجيا المقاومة للرقابة
يقول بعض خبراء الحقوق الرقمية إنه من المهم استخدام هذه الأدوات في أنشطة الإنترنت العادية وغير الضارة أيضًا، وليس فقط الأنشطة التخريبية المحتملة. يؤدي أداء مهام عادية مثل التحقق من البريد الإلكتروني، أو الوصول إلى الأفلام أو التحدث إلى الأصدقاء باستخدام هذه التقنيات، إلى تصعيب قيام الأنظمة الاستبدادية بتبرير قمعها.