دول الغرب تدفع روسيا نحو أول عجز عن سداد ديونها الخارجية منذ عام 1918
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تخلفت روسيا عن سداد ديونها الخارجية للمرة الأولى منذ الثورة البلشفية قبل أكثر من قرن. فبعد تقارير تفيد بأن موسكو أخفقت في دفع حوالي 100 مليون دولار فائدة على سندات خلال فترة سماح مدتها 30 يومًا انتهت الأحد، قال البيت الأبيض إن ذلك يظهر قوة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ غزوها أوكرانيا.
صرحت وكالة التصنيف الائتماني موديز، الاثنين، أن تخطي الموعد النهائي "يشكل تخلفًا عن السداد" وتوقعت أن تتخلف روسيا عن سداد المزيد من المدفوعات في المستقبل، بالنظر إلى المرسوم الصادر في 22 يونيو عن الكرملين بأنه سيتم تسديد الديون الخارجية بالروبل، بدلاً من العملات التي تم إصدار السندات بها.
ونفت روسيا أنها تخلفت عن سداد ديونها قائلة إن المدفوعات المستحقة، الأحد، تمت بالدولار واليورو في 27 مايو وإن الأموال عالقة في Euroclear ، وهي غرفة مقاصة مقرها بلجيكا.
كان التخلف عن السداد التاريخي متوقعا على نطاق واسع بعد أن تم تجميد نصف الاحتياطيات الأجنبية لروسيا وإجراءات وزارة الخزانة الأمريكية، وجعل الاتحاد الأوروبي من الصعب على موسكو الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالديون في وقت سابق من هذا الشهر من خلال فرض عقوبات على وديعة التسوية الوطنية الروسية.
ومع ذلك، فقد استغرق الأمر وقتًا أطول مما توقعه الكثيرون: فشلت العقوبات إلى حد كبير في شل الاقتصاد الروسي، حيث دعم ارتفاع أسعار الطاقة خزائن البلاد.
في غضون ذلك، ارتفعت العملة الروسية إلى أعلى مستوى لها في سبع سنوات مقابل الدولار الأمريكي.
ونقلت وكالة الأنباء المملوكة للدولة ريا نوفوستي عن وزير المالية الروسي سيلوانوف قوله الأسبوع الماضي إن العقوبات تعني أن موسكو ليس لديها "طريقة أخرى متبقية لجلب الأموال إلى المستثمرين، باستثناء سداد المدفوعات بالروبل الروسي".
قالت وزارة المالية الروسية في رسالة على Telegram في 27 مايو إن وديعة التسوية الوطنية الروسية سددت المدفوعات المطلوبة البالغة 71 مليون دولار و 26.5 مليون يورو.
منذ عام 2014، وهي المرة الأخيرة التي فرض فيها الغرب عقوبات على روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم، جمع الكرملين حوالي 640 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية. وحوالي نصف هذه الأموال مجمدة الآن بموجب العقوبات الغربية المفروضة بعد غزو أوكرانيا.
ليس من الواضح ما هو تأثير التخلف عن السداد - إن وجد - على الاقتصاد الروسي على المدى القريب، حيث أن الدولة غير قادرة بالفعل على الاقتراض من الخارج وقد انهارت قيمة سنداتها الحالية.
لكن على المدى الطويل، سيعاني الروس بشكل شبه مؤكد. لقد ترك هجوم روسيا على أوكرانيا القليل من الأصدقاء في المجتمع الدولي، ومن المرجح أن يؤدي التخلف عن السداد إلى قطع الوصول إلى التمويل الأجنبي لسنوات.