علامة تحذيرية تظهر بوضوح.. هل دخل الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود؟
نيويورك، الولايات المتحدة (CNN)-- هل الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود بالفعل؟ يبرز هذا النقاش بين محافظي البنوك المركزية والمستثمرين والاقتصاديين، ناهيك عن السياسيين. لكن يوجد أمر واحد واضح: بدأ بعض المستهلكين، وخاصة الأقل ثراءً، يواجهون صعوبة في دفع فواتيرهم في الوقت المحدد.
برزت هذه العلامة التحذيرية الأسبوع الماضي من خلال نتائج شركات بطاقات الائتمان وشركات الاتصالات اللاسلكية.
جاءت نتائج عملاقي بطاقات الائتمان "ديسكفر" و "كابيتال وان"، الخميس الماضي، أقل من توقعات المحللين لأرباحهما الفصلية وتراجعت أسهمهما جراء ذلك.
ارتفعت معدلات التأخر في السداد بشكل طفيف، كما عززت الشركتان احتياطياتهما لخسائر الائتمان المستقبلية، وهي خطوة تحذيرية تظهر القلق بشأن اتجاه الاقتصاد خلال الأشهر القليلة المقبلة.
هناك الكثير من العوامل الكلية التي تلعب دورًا في ذلك. لا يزال التضخم مستشريًا، وسيستغرق رفع أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، بهدف محاولة كبح جماح الأسعار، بعض الوقت لإحداث التأثير المنشود. بالإضافة إلى ذلك قد تؤدي المعدلات المرتفعة في النهاية إلى إبطاء الاقتصاد.
أسعار أعلى... معدلات فائدة أعلى
قال ريتشارد فيربانك الرئيس التنفيذي لـ Capital One في مؤتمر، الخميس الماضي، عن أرباح الشركة: "الرياح المعاكسة الكبيرة للمستهلكين هي تضخم الأسعار وارتفاع معدلات الفائدة. يمكن للتضخم أن يقضي على المدخرات الزائدة التي تراكمت لدى المستهلكين خلال الوباء، خاصة إذا استمرت زيادات الأسعار في التقدم قبل نمو الأجور".
وأضاف فيربانك أنه من المرجح أن تزيد معدلات الفائدة المرتفعة من تكلفة دفع المستهلكين للفائدة على فواتيرهم الشهرية.
لكن الأمر لا يتعلق بالبنوك فقط.
قالتAT&T في تقرير أرباحها، الخميس الماضي، إن عملاء الشبكات اللاسلكية يدفعون فواتيرهم الشهرية ببطء أكبر.
قال جون ستانكي الرئيس التنفيذي لشركة AT&T في مكالمة عبر الهاتف مع المحللين: "نشهد زيادة في الديون المعدومة إلى أكثر قليلًا من مستويات ما قبل الوباء بالإضافة إلى دورات تحصيل نقدي ممتدة".
أعلنت منافستها Verizon عن أرباح، يوم الجمعة، وخفضت توقعاتها للعام، مما أدى إلى انخفاض الأسهم بنسبة 6٪. ترى Verizon أيضًا مثل AT&T أن بعض العملاء بدأوا يشعرون بالضيق.
المستهلكون الأكثر ثراءً لا يشدون أحزمتهم بالضرورة
ومع ذلك، على الرغم من أن شركات الاتصالات العملاقة واثنتين من أكبر شركات بطاقات الائتمان لاحظت جميعها الضغط المتزايد على المستهلكين الأمريكيين العاديين، إلا أن شركة واحدة تركز على الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية ما زالت صامدة بشكل جيد.
أعلنت شركة American Express عن أرباح تجاوزت التوقعات، يوم الجمعة، وهي الأخبار التي أدت إلى ارتفاع سهمها بأكثر من 4٪.
قال الرئيس التنفيذي ستيفن سكويري في بيان الأرباح إن "الانتعاش القوي" في مستويات الإنفاق على السفر والترفيه ساعد AmEx، مضيفًا أن الإنفاق في هذه الفئات تجاوز مستويات ما قبل الوباء في أبريل للمرة الأولى.
وتابع سكويري بالقول أيضًا إن أداء الشركة الائتماني "يظل استثنائيًا، حيث تقترب حالات التأخر في السداد وعمليات الشطب من أدنى مستوياتها التاريخية".
ومع ذلك، قامت AmEx أيضًا ببناء احتياطي ائتماني صغير خلال الربع. وقال سكويري في مؤتمر عبر الهاتف مع المحللين إن الشركة تراقب عن كثب بيانات سوق العمل، مشيرا إلى أن هناك علاقة بين "الأشخاص الذين يفقدون وظائفهم وعدم قدرتهم على دفع فواتيرهم". وأضاف: "لذلك من المحتمل أن تكون هذه مشكلة في المستقبل".