تقرير يحذر من تحول جذري في الثروة العالمية سنحتاج سنوات للتعافي منه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- شهدت الأسواق الأمريكية تقلبات كبيرة هذا الأسبوع، حيث تراجعت الأسهم بنسبة كبيرة جدا بعد أن أثارت بيانات ارتفاع التضخم المخاوف في "وول ستريت" من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة بقوة، قبل أن تعود وترتفع بقوة حيث سجل "S&P 500" أوسع نطاق تداول له منذ مارس/أذار من 2020. فما الذي حدث؟
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك، أو CPI ، بنسبة 0.4٪ في سبتمبر/أيلول عن الشهر السابق، وهو ضعف تقديرات المحللين الذين شملهم استطلاع أجرته Refinitiv وبلغ 0.2٪. وعلى أساس سنوي، ارتفع التضخم بنسبة 8.2٪.
لا يمكن أن يكون الاحتياطي الفيدرالي سعيدًا بالتقرير، في محضر اجتماع سبتمبر/أيلول، الذي صدر يوم الأربعاء، أعرب المسؤولون عن قلقهم بشأن "مخاطر الآثار السلبية الكبيرة على التوقعات الاقتصادية" إذا استمر التضخم في التسارع.
إذن ما الذي يفسر الاختلاف الحاد بين الأسواق وبيانات التضخم التي تبدو رهيبة؟ ربما يراهن المستثمرون على أن تقرير التضخم الأقوى من المتوقع يعني أن زيادات الأسعار تقترب من ذروتها.
في غضون ذلك، يضرب التضخم الجامح الأسر بشدة، مما يسلط الضوء على الانفصال بين وول ستريت والشركات الصغيرة المستقلة في أمريكا.
الصورة الكبيرة: ثروة الأسرة في طريقها لتحقيق أول انخفاض كبير لها منذ الأزمة المالية في عام 2008 ، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة الخدمات المالية Allianz.
من المقرر أن تنخفض الأصول العالمية بأكثر من 2٪ في عام 2022، وفقًا لتقارير "أليانز". وهذا يعني أن الأسر، في المتوسط، ستخسر حوالي عُشر ثروتها هذا العام.
التقرير يرسم صورة قاتمة. تميزت الأزمة المالية لعام 2008 بتحول سريع نسبيًا، لكن التوقعات الحالية تظهر ركودًا في النمو بالمستقبل. من المتوقع أن يبلغ متوسط نمو الأصول المالية حوالي 4.6٪ حتى عام 2025، مقارنة بـ 10.4٪ خلال السنوات الثلاث الماضية.
أعاقت الحرب الروسية على أوكرانيا إمكانية التعافي الاقتصادي بعد الوباء، وزادت من ندرة الغذاء والطاقة. التضخم منتشر والبنوك المركزية حول العالم ترفع تكاليف الاقتراض. كتب باحثو "أليانز" أن أسواق الأسهم من المرجح أن تنهي العام في المنطقة الحمراء – "وقد يكون 2021 العام الأخير الذي نشهد فيه هذا الوضع من أسعار فائدة منخفضة وأسواق أسهم صاعدة."
في غضون ذلك، كانت ديون الأسر في ارتفاع عالميا. أفاد باحثون أن "سياق ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف المعيشة يمكن أن يشكل خطرًا على الميزانيات العمومية للأسر".
الخلاصة: تسمي "أليانز" هذه التغييرات بـ "التحول التكتوني" في الثروة العالمية الذي سيستغرق سنوات للتعافي منه.