35 ألف دولار لترميم مكتبة "السائح" بمواجهة التطرف في لبنان
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يحاول الكاهن اللبناني الذي ينتمي إلى طائفة الروم الارثوذوكس ابراهيم سروج، جمع ما قيمته 35 ألف دولار من التمويل لإعادة بناء مكتبة "السائح" اللبنانية الشهيرة، والتي اشتعلت فيها النيران قبل عدة أسابيع وذلك من أجل تحديثها وإعادة شراء الكتب النادرة.
وأدت النيران في المكتبة إلى إتلاف ما بين ربع وثلث الكتب في "مكتبة السائح" أي حوالي 85 ألف كتاب، في مدينة طرابلس شمال لبنان، بحسب ما أفادت تقارير صحفية، ومن بينها مخطوطات إسلامية تعود إلى أكثر من قرنين.
وتعرضت المكتبة الأثرية، والتي يبلغ عمرها 40 عاما في سوق البلدة القديمة في حي السراي، لهجوم شنه أشخاص يشتبه بانتمائهم لتيارات إسلامية متشددة. وأدت الحادثة إلى تقديم الكثير من الدعم لسروج، من خلال مساعدته على التنظيف، والتبرع بالكتب، ومحاولة حشد التمويل عبر الانترنت لتجديد المكتبة.
وقال سروج إن الأمر غير متوقع، لكنه يشعر بسعادة غامرة إذ انضم الناس لمساعدته من جميع الخلفيات الدينية. وأضاف سروج: "كان مصدرا كبيرا للفرح بالنسبة لي، خصوصاً أن هذه الحادثة، جمعت المسلمين والمسيحيين، وتحديدا رجال الدين."
ويعرف سروج بأنه شخصية شعبية في طرابلس ذات الغالبية السنية المسلمة، والمعروف جدا بتكريس مفهوم التعايش والتسامح الديني، خصوصاً بوجود أقليات مسيحية وعلوية كبيرة في المدينة.
وشهدت طرابلس التي تبعد 30 كيلومتراً من الحدود السورية، أعمال عنف طائفية وزيادة في التطرف على مدى العامين الماضيين، بما في ذلك معارك بين المؤيدين والمعارضين للنظام السوري في لبنان.
وفي الأيام التي سبقت حادثة الحريق، قال سروج إنه تلقى تهديدا عبر رسالة نصية، يرتبط بشائعات حول وجود كتيب مهين للنبي عثر عليه داخل أحد الكتب في المكتبة.
أما مخرج الأفلام اللبناني، معتز سلوم والذي يبلغ من العمر 26 عاماً، فقرر جنبا إلى جنب مع عدد قليل من الأصدقاء تنظيم اعتصام احتجاجا على الحادثة، وتنظيف المكتبة. ووجهت المجموعة دعوة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "أوقفوا الارهاب الثقافي في مدينتنا."
وقال سلوم: "رد الفعل كان إيجابيا جدا، وغير متوقع" وفي ذلك اليوم، وبينما كانت مجموعة من الأشخاص تنظف وتناقش المرحلة التالية من العمل، ولدت حملة "كفانا صمتا."
وأضاف سلوم: "قلنا إننا لا نريد التوقف عند نقطة تنظيف المكتبة. لماذا لا نؤسس حملة، لإعادة المكتبة، إلى حالة أفضل مما كانت عليه سابقا."