مغنية الراب مريم محمود: أغني للمرأة المصرية لمواجهة التحرش والبلطجة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما أن وطأت قدماها أرض المسرح، لم يكن أحداً متأكدا مما يمكن أن تفعله الشابة المصرية مريم محمود. ووقفت محمود أمام لجنة الحكم والجمهور للمرة الأولى، مرتدية من رأسها حتى أخمص قدميها، ثياب وردية اللون، فيما غطت رأسها بحجاب من اللون ذاته. ثوان قليلة، وبدأت محمود التي تبلغ من العمر 18 عاماً، بآداء أغاني الراب.
ومنذ ظهورها الآسر في البرنامج التلفزيوني المشهور "آراب غوت تالنت" في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، تحدثت فنانة الهيب هوب المحجبة عن وجهة نظرها حول كيف يمكن للنساء المصريات أن يتصرفن. أما كلمات أغنياتها فسلطت الضوء على أهمية تعليم الفتيات، وشجب التحرش الجنسي الذي تعاني منه النساء في شوارع مصر.
وأكدت محمود أن الأمر لم يرتبط بلحظة ما، بالترويج للحجاب، عند ظهورها على خشبة المسرح، بل أن الأمر يرتبط بمشاركة رسالة مفادها أن "المراة المصرية تعاني من التحرش والبلطجة بشكل يومي."
وخلال الأسبوع الماضي، فإن أعمال مغنية الراب الملهمة لحقوق المرأة، قد تم الاعتراف بها في جوائز مؤشر حرية التعبير. أما المغنية الشابة، والتي فازت بفئة الفنون لهذا العام، فجلست مع CNN قبل الحفل لشرح كيفية طرحها لقضية التحرش الجنسي للنساء في مصر.
وأوضحت محمود: "هذه أمور تحصل بكثرة وبشكل متكرر في مصر، ولكن لا أحد يتحدث عنها وهي مشكلة كبيرة في المجتمع المصري." وأضافت أن الأمر يرتبط بتعميم هذه التجربة وتشارك ذلك مع عدد آخر من الأشخاص، "لذا نعرف أن هذه المشاكل موجودة ما يعتبر وسيلة لتغيير وجهات النظر."
وتجدر الإشارة، إلى أن موسيقى "الهيب هوب" تعتبر نوع من الموسيقى حيث يتمتع الناس بوسيلة للتعبير عن ما يشعرون به، والمشاكل التي يمرون بها. ورغم أن هناك تركيز أقل على الآداء ذاته، إلا أن الأهمية تكمن فيما يتم قوله من كلمات."
ويذكر أن محمود نشأت في مجتمع أبوي محافظ تقليديا، وكلمات أغنياتها النسوية لديها صدى بين العديد من معجبيها، الذي يشجعونها على مواصلة مكافحة التمييز بين الجنسين، من خلال الموسيقى.
وتقول إحدى الأغنيات "من قال أن الأنوثة ترتبط بالفساتين. الأنوثة هي عن الذكاء والفكر؟"
وتواجه النساء في مصر، حالات من التحرش الجنسي بشكل روتيني، وذلك وفقا لمسح أجري في العام 2008 وضم حوالي ألف امرأة، أجراه المركز المصري لحقوق المرأة، حيث أشار إلى أن 83 في المائة من النساء المصريات و98 في المائة من النساء الأجنبيات قد تعرضن للتحرش الجنسي.
وما زالت مغنية الراب تدرس العلوم السياسية والاجتماعية في الجامعة، وتقضي الكثير من وقتها في التحدث إلى النساء اللواتي يعانين من قصص التمييز، لتسليط الضوء على تجاربهن في موسيقى الراب.