تعرف على "دوبارة".. شبكة اجتماعية لدعم السوريين
دمشق، سوريا (CNN)-- بين العديد من الحلول والمبادرات المقترحة لتقديم الدعم للسوريين الذين شردّتهم ظروف الحرب في بقاع العالم، ظهرت "دوبارة" مطلع العام 2013، كمنصّة إلكترونية للتواصل مع السوريين، المقيمين داخل البلاد وخارجها، لتقدّم لهم الدعم والمشورة، "دون استثناء، وبعيداً عن أي غايات سياسيّة"، كما يقول مؤسسها أحمد الأدلبي لـ CNN بالعربية، ويرى أنها أصبحت اليوم شبكة "دعم حقيقة،" يسعى إلى تسجيلها بشكل رسمي لتكون بذلك "أول شبكة دعم مجتمعي في العالم".
ويضيف الإدلبي: "خلال الشهور الماضية كان التركيز أكبر على هيكلة (الشبكة)، كما أصبحنا نطلق عليها، وواقع العمل ضمنها يفرض علينا أن نلتزم فعلياً، ونكون مؤسسة خدمية كاملة، لنستطيع مجاراة الخدمة التي وعدنا بها الكثير من السوريين."
يقيم أحمد الإدلبي بدولة الإمارات، وهو سوري حائز على ماجستير في الإعلام، ويعمل مديراً إبداعياً لإحدى وكالات الإعلان في دبي، غادر الإدلبي سوريا كالعديد من مواطنيه بسبب ظروف الحرب، وبدأ يبحث عن فرصة عمل، وحينما استقرت أوضاعه، فكّر بإنشاء موقع إلكتروني لإيجاد وظائف للسوريين أينما وجدوا في بلدان العالم، يدعو من خلاله الشركات السورية لتوفير فرص توظيف لأبناء بلدهم على مبدأ المساعدة، واستعان بأصدقائه، لإنشاء الموقع، وهكذا ولدت فكرة "دوبارة."
أتت التسميّة من كلمة باللهجة العامية السورية، تقول للشخص الباحث عن مساعدة "دوبارتك عندي،" أي لدي حل لمشكلتك، وعلى هذا الأساس، يلقب كل عضو من أعضاء الفريق الأساسي لـ"دوباره"، بـ"الدوبرجي"، ويرأسهم أحمد الأدلبي الذي اختار لقب "دوبرجي مبدع،" ويتحدثون عن خدماتهم عبر الموقع، أو صفحته الخاصة على "فيسبوك"، ويتواصلون مع السوريين بلهجة عاميّة مبسّطة، يحرصون أن تكون "قريبة من القلب" ويستخدمون تصميمات "غرافيك"، يطغى عليها اللون الأزرق، وتكشف عن جهدٍ كبير يبذلونه في سبيل ذلك.
واليوم أصبح فريق الشبكة الأساسي، والذي يتابع جميع العمليات مؤلفاً من عشرين شخصاً، شبه متفرغين، وموزعين ضمن إحدى عشرة دولة هي: سوريا، الأردن، لبنان، السعودية، الإمارات، تركيا، إيطاليا، أميركا، كندا، بلغاريا، وأرمينيا، ويتعاون الفريق مع 930 شاب، وفتاة، ينتشرون في 51 دولة حول العالم.
وتحرص إدارة "شبكة دوبارة" على حجب أسماء، ناشطيها على الأراضي السوريّة، والذين يتواجدون في "كل محافظة تقريباً"، وذلك حرصاً على سلامتهم بحسب ما يوضحُ لنا أحمد الإدلبي، مع تأكيده على أن جميع نشاطات الشبكة "إنسانية، وخدمية، ولا تقف مع أي طرف من أطراف الصراع في سوريا."
ويقدّم الإدلبي لـ CNN بالعربية، بعض الإحصاءات حول المستفيدين من خدمات "دوباره"، خلال العام الفائت 2013، حيث تجاوزت قاعدة بيانات المسجلين ضمن الموقع الـ 850 ألف سوري، ويسجّل يومياً أكثر من 1500 زيارة جديدة، وتجاوز عدد متابعي الشبكة على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك الـ 134 ألف متابع حتى اليوم.
ونوّه "دوبرجي مبدع" إلى أن كل الخدمات التي تقدمها الشبكة للسوريين "مجّانية"، ومنها: خدمات كـ"دليل الغربتلي" الذي يقدم المعلومات التي تفيد السوريين في إقامتهم بـ 24 دولة حول العالم ، إلى جانب معلومات خدمية أخرى، عن فرص العمل والاستثمار، الدراسة، والتعليم، والسكن.
وعن الخدمات الجديدة التي تقدمها الشبكة، يكشف أحمد أن أحدث خدمات "دوبارة" هي: "برنامج (كفو) الذي يقوم على ربط المبادرات السورية ببعضها البعض، لخلق مشاريع يستفيد منها السوريون بشكلٍ أكبر، وتم إيجاد هذا البرنامج نظراً لإطلاق الكثير من المبادرات التي تعمل منفصلة، فرأينا أنه من الممكن لو اجتمعت المبادرات السورية على طاولة واحدة، سوف نصل إلى مشاريع رائعة."
وحول مصادر تمويلهم، وفيما إذا استطاعوا تحقيق عوائد ربحية من عملهم حتى الآن؟ يؤكد مؤسس، ومدير "دوبارة" في إجابته على سؤال CNN بالعربية، أن مصادر تمويل الشبكة لا تزال بجهود شخصيّة، ويضيف قائلاً: "للأسف حتى الآن لم تتصل بنا أي جهة فاعلة للتمويل أو حتى المساعدة، بكل الأحوال لم نقم شخصياً بطلبها، حالياً تتوجه (دوبارة) للمحافظة على استقلالها، من خلال التفكير والتخطيط عبر طرح خدمات مأجورة تستهدف الشركات والمعلنين، فيما عدا ذلك ستبقى الخدمات مجانية للمستخدم السوري العادي."
ماذا عن آفاق التطوير المستقبلية لـ"شبكة دوبارة"، يجيب الإدلبي: "نتطلع لأن نكون أكبر شبكة دعم مجتمعي في العالم، فدوبارة تخوض اليوم تجربة صعبة وهي التجربة السورية، وبنجاحها ضمن المجتمع السوري نستطيع تعميمها، ليستفيد منها كل مجتمع حول العالم."