إلتون جون يكتب لـCNN عن الإيدز و"القلب العادي"
بقلم الفنان العالمي السير إلتون جون (باعث مؤسسة إلتون جون المتخصصة في مكافحة مرض الإيدز والتي نجحت في توفير مبلغ 300 مليون دولار للوقاية من المرض ومكافحته وأبحاثه).
ما يرد في المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يعكس رأي CNN
(CNN)-- في فيلم "القلب العادي" الذي ألف قصته الصديق الرائع لاري كريمر، استنادا إلى قصته الشخصية أثناء الأيام الأولى من انتشار وباء الإيدز، حكاية عاش معها الكثير منها، ولم ينج منها كثيرون آخرون. وهي مازالت صالحة إلى اليوم بنفس قيمة فيلم أنتجته شركة HBO(التي تملكها CNN) عندما عرض على الشاشات للمرة الأولى في نيويورك عام 1985.
وبالعودة إلى ذلك إلى الزمن، رفضت "نيويورك تايمز" كتابة عبارة "مثلي" كما كان عمدة المدينة إد كوش بطيئة بطريقة منهجية، في التعامل مع انتشار الوباء.
وسيطر الخوف على كل مكان. وفي مختلف أنحاء البلاد، بدأ الأقارب يتجنبون أقرباءهم المصابين، وكان الأطباء يخشون ملامستهم ويتركونهم لحالهم يعالجون أنفسهم، وامتلأت المستشفيات بشباب كانوا يافعين وقد لفوا في الأكفان. تقريبا فقدت أثر الأرقام التي تحصي الجنازات وكان أصدقائي يموتون وكنت محظوظا للنجاة.
وأطلق لاري تجمعا للتعامل مع الأزمة تحت شعار "الصمت يماثل الموت" ولم يكن في ذلك أي مبالغة. ففي نهاية 1983 كان الإيدز قد حصد ما لا يقل عن 2100 روح، ولكن الحكومة لم تعترف بأنّه كان هناك خطأ. لم يكن بإمكاني المساعدة ولكنني أتساءل ما إذا لو تحرك من كان في السلطة واهتموا أكثر بالأمر لمنعنا هذا المرض من أن يصبح وباء كونيا. ولكنهم لم يهتموا ولم يتحركوا ومات 36 مليون شخص بالإيدز حتى الآن.
وسيموت هذا العام في مختلف أنحاء الأرض ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص بسبب الإيدز وستسجل الولايات المتحدة ما لا يقل عن 50 ألف إصابة جديدة.
وفيلم "القلب العادي" ليس مجرد فيلم. إنه الحقيقة كما هي. فنحن مازلنا نعيش تحت وطأة أزمة الإيدز وليس فقط في إفريقيا جنوب الصحراء ولكن هنا في أمريكا، في جميع ولاياتكم وتجمعاتكم --إلتون جون .
وتماما مثلما كان الأمر عام 1985، مازال الصمت ماثلا مع الخوف وأصبحا علامتين ملازمتين للمرض --إلتون جون . وكلي أمل أن ينجح فيلم HBO "القلب العادي" في إنتاج جيل جديد يتحرك أكثر. فمازال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به ولكن هناك أيضا الكثير من احتمالات النجاح. والشخصيات التي تظهر في "القلب العادي" لم تكن ساعة الأحداث تعرف بماذا تموت ولماذا مرضت وكيف ولا كيفية حماية أنفسهم.
أما الآن فنحن نعرف أساليب الوقاية ولدينا القدرة على علاج كل شخص مصاب بهذا المرض الذي مازال قادرا على الوصول إلى أكثر تجمعاتنا المعرضة له وهم الفقراء والسجناء والعمال في صناعة الجنس ومستهلكو المخدرات وأولئك الذين يعيشون في مناطق يبدو فيها عدم التسامح جزءا من الحياة اليومية. واليوم أكثر من أي وقت آخر: الصمت يعادل الموت. وإذا رفعنا جميعا اصواتنا فيمكننا أخيرا أن نبدأ القضاء على هذا الوباء.