المسلسلات الأكثر متابعةً في سوريا... تضع يدها على الوجع السوري

نشر
9 دقائق قراءة
تقرير محمد الأزن
cnn
cnn
cnn
cnn
cnn
cnn
cnn
7/1ما هي المسلسلات السورية التي برزت برمضان؟

من تأليف رافي وهبي وإخراج شوقي الماجري، يقدّم الكاتب الأرض السورية، كأرضٍ مفتوحة للموت، من خلال قصّة وحدةٍ مقاتلة في حمص بقيادة "النقيب زياد"، منهم مَن انشق عن الجيش السوري، وآخرون انشقوا عن "الجيش الحر"،

دمشق، سوريا (CNN)-- أعمالٌ تلفزيونية سوريّة قليلة، تلك التي نجحت في جذب انتباه المشاهد السوري، الذي كان مشتتاً بالأصل بين انقطاع التيار الكهربائي، ومباريات المونديال، وتطورات الأوضاع الميدانية ببلاده، وهنا لا يمكن أن نكون بكامل الدقة في رصد الأعمال التي حظيت بجماهيرية أكبر، لكن الأًصداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف عن وجود عددٍ محدودٍ من المسلسلات، تستأثر باهتمام الجمهور السوري، وأغلبها، تتناول الحدث السوري الساخن تلميحاً، أو تصريحاً:

"ضبّوا الشناتي" من تأليف ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجو

محتوى إعلاني

يمكننا القول إن هذا العمل من أكثر الأعمال متابعةً بسوريا، وتدور أحداثه في إطار من الكوميديا السوداء، حول يوميات عائلة "خليل وفيحاء"، هذه العائلة التي تضم أبناءً يمثلون كل مكونات الشعب السوري، في مواقفهم إزاء ما يجري بالبلاد، من معارضٍ للسلطة، وموالٍ لها، وحيادي من جماعة "الله يفرّج أحسن شي".

رغم تباينات مواقف الأبناء إلى أنهم يجتمعون معاً على خيار الرحيل من سوريا، إلى بلد من تلك الدول التي يفترض أنها تمنح "اللجوء الإنساني" للسوريين، وكلما "ضبّوا الشناتي"، تظهر أمامهم عقبة جديدة، تجبرهم على الانتظار وسط عبثية الحرب.

 وتمر العائلة في مسلسل "ضبّوا الشناتي" بكل المآسي التي يعيشها السوري في حياته اليومية، "الخطف، الاعتقال، التفجيرات، الانتحاريون، قذائف الهاون، الحواجز الأمنية، داعش..."، ويبقى لسان حالهم يقول: "سفرني على أيّا بلد واتركني وانساني... بالبحر ارميني ولا تسأل ما عندي طريق تاني"، تلك كانت كلمات تتر العمل، التي تتردد على ألسنة الكثير من أبناء سوريا اليوم، كلماتٌ كتبها وألف موسيقاها إياد الريماوي، وغنّاها مع كارمن توكمه جي... ولا زال أبناء "خليل المبيض" بانتظار الرحيل.

"ضبوّا الشناتي" من بطولة: بسّام كوسا، ضحى الدبس، أمل عرفة، أيمن رضا، أحمد الأحمد، ندين تحسين بيك، قاسم ملحو، رنا شميسّ، أيمن عبد السلام، لوريس قزق، وكثر آخرين، بينهم حلّوا ضيوفاً على العمل، وكان من بينهم الفنّان الكبير دريد لحّام.  

"قلم حمرة" من تأليف يم مشهدي، وإخراج حاتم علي

تدور أحداث "قلم حمرة" حول الكاتبة "ورد" التي تؤدي دورها النجمة السوريّة سلافة معمار، تعتقل الكاتبة في مارس/ آذار 2013 على خلفية الأحداث الدائرة في سوريا، ومن زنزانة اعتقالها، تقرر كتابة سيناريو مسلسل، حتى تتمكن من الحفاظ على قدراتها الذهنية، وإذا بهذا السيناريو يقودنا إلى تفاصيل حياتها السابقة، من خلال علاقتها بمجموعة من الأشخاص، وتطرح من خلاله عشرات الأسئلة، لتلقي الحجارة في مياهنا الراكدة، وتدعونا للتفكير بالكثير من المفاهيم الاجتماعية.

تتحدث "ورد" عن الحب، الخوف، الانتظار، الزواج، والعلاقة بالأم، الأب، والولد، ووسط مخاوف الزنزانة، وهلوساتها، تكشف البطلة، عن أنثى عاجزة، تعيد طرح ذات السؤال المريع لمن عاش هذه التجربة، هل ستخرج يوماً أم لا؟ هل ستبقى على قيد الحياة؟

 ومع رفيقتي زنزانتها، تسلط الكاتبة الضوء على هواجس المجتمع السوري، ومخاوفه، وحقيقة ما أنجزه في "ثورةٍ" كان يحلم بأن يكون مآلها التغيير، وإذا بها تتحول إلى كابوسٍ من الحرب العبثية، وربما تكون زنزانة "ورد" هي ذلك الحبس الصغير الذي نسجن فيها أنفسنا، في وقتٍ نظن فيه بأننا نعيش في عالمٍ رحيب.

رغم عرض العمل على قناة "السومريّة" العراقية فقط، وفي وقتٍ ليس من أوقات ذروة المشاهدة المعتادة، إلا أنّه نجح في جذب اهتمام المشاهد السوري، ليكون من أبرز الأعمال السوريّة هذا الموسم.

"قلم حمرة" من بطولة: سلافة معمار، كاريس بشّار، عابد فهد، رامي حنّا، جلال شموط، نظلي الروّاس، أحمد الأحمد، وكثر آخرين.

"حلاوة الروح" من تأليف رافي وهبي وإخراج شوقي الماجري

يقدّم الكاتب الأرض السورية في "حلاوة الروح"، كأرضٍ مفتوحة للموت، من خلال قصّة وحدةٍ مقاتلة في حمص بقيادة "النقيب زياد"، منهم مَن انشق عن الجيش السوري، وآخرون انشقوا عن "الجيش الحر"، وقرروا جميعاً بالنهاية العمل لحسابهم، فتقع بين أيديهم في أحد الكمائن؛ قافلة محملة بآثارٍ سوريّة، ليصبح همهم حماية هذه الآثار، وهنا يفكرون باستقدام صحفي أجنبي، لتصوير فيلمٍ وثائقي عن الكنز الأثري الذي أصبح بحوزتهم، يوكل بهذه المهمة "اسماعيل" الذي ينجح بإقناع "سارة" بذلك، وهي فتاة طامحة للمجد الصحفي، وابنة صحفيٍ كبير "جمال".

دخول المقاتلين الإسلاميين المتطرفين على الخط، يخلط الأوراق، يُقتَلُ جميع أفراد الوحدة المقاتلة، وتقع "سارة" في أسرهم، ليفاوض زعيمهم "أبو الربيعة" على حرية الابنة، مقابل إجراء لقاءٍ صحفي تبثّه القناة التي عمل فيها الأب.

قصّة تحبس الأنفاس، صورّتها ببراعة كاميرا المخرج التونسي ذائع الصيت شوقي الماجري، ويطرح رافي وهبي من خلالها الكثير من الأسئلة حول حقيقة ما يجري على أرض سوريا، بعيداً عن الكليشيهات المعتادة التي باتت تتناول الأحداث السوريّة مؤخراً، التي تتحدث عن "طوباوية الثورة" أو "المؤامرة الكونية"، "وحشية النظام"، أو "جنون الإرهاب"، هكذا تكون حمص أرض معركةٍ مفتوحة، تتغير فيها الآراء والأهداف، حتى موقفك من العدو والصديق يمكن أن يتغير في أي لحظةٍ تتمسك فيها بالحياة من "حلاوة الروح"، أسئلة كثيرة يطرحها العمل؛ حول ما هو الأهم الماضي، أم المستقبل؟ وأين المنطق في كل ما يحدث؟ ولعنة التاريخ التي تجرّك إلى الوراء، إلى الموت، وتعيدك إلى سيرتك الأولى.

وحقق هذا المسلسل أصداء جيّدة لدى المتابعين السوريين، خاصّةً في حلقاته الأخيرة.

"حلاوة الروح" من بطولة: خالد صالح، غسان مسعود، عبد المنعم عمايري، مكسيم خليل، دانا مارديني، رولا حمادة، فرح بسيسو، وكثر آخرين.

أعمال متابعة... ولكن

حينما نتحدث عن مزاج المتابعة العام في الشارع السوري، لا يمكن أن ننكر جماهيرية "باب الحارة"، حيث يبدو الجزء السادس منه متابعاً، ولكن وسط انتقاداتٍ كبيرة لتطورات الحكاية، والمفارقات الزمنية الخاطئة التي التقطها الجمهور منذ الحلقات والمشاهد الأولى، وثمّة أسئلة لدى المتابعين حول مبرر اختفاء بعض الشخصيات، وظهور شخصيات أخرى جديدة مثل: "أبو ظافر: أيمن زيدان"، و"الواوي: مصطفى الخاني".

من بين الأعمال الشامية المتابعة أيضاً مسلسل "الغربال" من تأليف سيف رضا حامد، وإخراج ناجي طعمي، وللمخرج ذاته يتابع السوريون المسلسل الاجتماعي "خواتم" للكاتبين ناديا الأحمر، وعبد المجيد حيدر، ولكنّ هذا العمل يتعرض لانتقاداتٍ كبيرة بسبب مشاهده الجريئة، إلى جانب ما وصف بـ "فانتازية القصّة" وابتعادها عن الواقع.

 ونجح "بقعة ضوء10" للمخرج عامر فهد، في استعادة جمهور السلسلة الانتقادية الشهيرة، عبر تناوله الساخر لمفردات حياة السوريين، وسط الحرب، لكن أخذ على الكثير من لوحاته هذا العام "المباشرة"، في حين كانت الميزة الكبرى لهذا العمل بأجزائه السابقة التلميحات، والإسقاطات الذكيّة.

ومن الأعمال المتابعة أيضاً مسلسل "بواب الريح" من تأليف خلدون قتلان، وإخراج المثنى صبح، يستعيد "بواب الريح" الصورة المتحفية لدمشق، بصناعاتها، وموروثها الشعبي كخلفية للأحداث الرئيسية التي تتناول أحداث "فتنة 1860" الشهيرة، وانعكاساتها على المجتمع الدمشقي، وأخذ على هذا العمل، مبالغته في طرح صورة التعايش المثالية بين مكونات أهل الشام قبل "الفتنة"، ورسمه لملامح شخصيات طوباوية أقرب للقديسين، كـ"يوسف آغا النحّاس: دريد لحّام"، و"هاشم آغا الدهمة: غسّان مسعود".

نشر
محتوى إعلاني