"على ايقاع الأنتونوف"..عندما ينظر السودانيون إلى طائرة "الموت" ويرقصون
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كيف تكون الحياة جميلة على وقع هدير طائرة من طراز "الأنتونوف" التي تقصف المواطنين وتقتلهم في ولايتي النيل الأزرق وجبال النوبا؟ وكيف يرد المدنيون العُزل عليها؟
ويربط الفيلم الوثائقي "على إيقاع الأنتونوف" للمخرج السوداني حجوج كوكا، والذي حاز على جائزة جمهور الأفلام الوثائقية في "مهرجان تورونتو الدولي السينمائي" السابق، بين الموسيقى والحرب، وكيفية عيش السودانيين في هذه المناطق بطريقة سعيدة وطبيعية في ظل الحرب، وفي الوقت ذاته الذي ينقل فيه واقع مرير عن واقع الناس المهمشين والبسطاء.
وقال كوكا في مقابلة لـCNN بالعربية إن "هناك حرب أهلية قائمة في السودان ما يجعل الحياة قاسية، ولكن الشعب السوداني ليس فقط ضحية بل يعيش حياته بشكل طبيعي، مضيفاً أن "الفيلم يتناول أزمة الهوية السودانية، ويسلط الضوء على المأساة السودانية، من خلال انقسام السودان إلى شمال وجنوب، واشتعال الحرب بينهما، واستمرار تلك الحرب في ظل الإنفصال."
ويبدأ الفيلم الوثائقي من مناطق سودانية جنوبية، في ولايتي النيل الأزرق، وجبال النوبة، حيث يعيش الناس في جنوب السودان تحت وطأة الحرب وإيقاع طائرات الأنتونوف بشراستها القاتلة، والقصف المتواتر الذي يطاول الناس المدنيين.
ورغم من هذا الوضع المأساوي، إلا أن الفيلم يوثق حياة السودانيين في ظل الحرب الأهلية، إذ تعتبر الموسيقى جزء من حياتهم اليومية، ويباشرون حياتهم، في كل مرة بفرح وضحكة، وبالرقص والموسيقى والغناء والمصارعة التي تعبر عن ثقافتهم.
وأوضح كوكا أن "الفيلم يعبر عن الموسيقى والهوية والحرب في السودان،" مضيفاً أن "فكرة الفيلم عن الحرب القائمة في السودان قبل الاستقلال أساسها الحرب على الهوية، وخصوصاً أن الحكومة في السودان تهدف إلى تنفيذ هوية عربية إسلامية، تكون جامعة للدولة كاملة،" ومشيراً إلى أن "هذا الأمر، يتسبب بصراع وإحساس الناس في هذه المناطق بالتهميش."
ورأى كوكا أن "الموسيقى جماعية في الفيلم، ما يساعد على علاج نفسي للناس في الحروب،" معتبراً أن "الموسيقى والرقص والعادات والتقاليد تجعل المجتمع يعطي التراث الموسيقي والهوية للأجيال القادمة، ما يجعلهم يحافظوا عليها."
وحاول كوكا إظهار الحرب في السودان بعيدا عن النظرة الأحادية، أي إظهار الجانب الفرح من حياة الناس، وتغيير النظرة العامة لمخيلة الناس عن شخصية الشعب السوداني، على حد تعبيره.
وأكد المخرج السوداني أن تركيزه ينصب على الهوية الأفريقية العربية، وأهمية وجود جميع الهويات في السودان، لإيقاف الحرب.
ومن أجل ذلك، قال كوكا إن "السودان يحتاج إلى الحرية بالدرجة الأولى، لتغيير صورة السودان وحتى تتمكن الصحافة من الدخول والتركيز على حياة المواطنين العُزل، موضحاً أن الحياة كمخرج سوداني صعبة بسبب العائق المادي، والتضييق على الحريات، والتعتيم على المواضيع التي يعتبرها حكم الخرطوم حساسة، مثل البطالة والفساد وحقوق المرأة."
واعتبر كوكا أن "تصوير الفيلم في مناطق الحركات المسلحة، كان أسهل، بسبب حاجة هذه المجموعات إلى وسائل الإعلام، ما يعطينا حرية كمخرجين سودانيين للتحرك بسهولة."