"أنا مع العروسة"..زفة عرس لتهريب 5 فلسطيينين وسوريين إلى أوروبا بطريقة غير شرعية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تدخل الحرب بيتك، لا شيئ يمكن أن تفعله غير العصيان. خمسة فلسطينيين وسوريين هاربين من الحرب. هم ومهربوهم المميزون، في مغامرة مشوقة على الطريق من ميلانو إلى استوكهولم، يبحثون عن الأمان.
هذا ما يقوله فيلم "أنا مع العروسة" الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي بدورته الـ11 الحالية، ويحكي عن قصة حقيقية، ولكن أحداثها خيالية.
ويلتقي شاعر فلسطيني سوري وصحافي إيطالي يعيشان في مدينة ميلانو مع خمسة مهاجرين سوريين وفلسطينيين، ويقررا مساعدة هؤلاء اللاجئين بتهريبهم إلى السويد، فيضعان خطة جريئة تتمثل بتحويل الرحلة إلى زفة عرس ليتجنبا بذلك إثارة الشبهات. وهكذا ستعبر القافلة حوالي الثلاثة آلاف كيلومتر ضمن أراضي القارة الأوروبية على مدى أربعة أيام، وهي رحلة محفوفة بالمخاطر والتشويق، تروي قصص المهاجرين الخمسة وأحلامهم، وقصص مهربيهم، وتتكشف أثناء الرحلة أسرار جديدة عن القارة العجوز، وعن تضامن شبانها وقدرتهم على تخطّي حدودهم الوطنية، والاستخفاف بالقوانين المتزمتة، والمراقبة الأمنية.
وقام المخرجون خالد سليمان الناصري وأنتونيو أوغوليارو وجابريلي دل غراندي بالفعل بتهريب 5 لاجئين فلسطينيين سوريين من إيطاليا إلى السويد، ووثقوا الرحلة الخطرة التي استمرت لـ 4 أيام.
وقال الناصري في مقابلة مع CNN بالعربية إن فيلم "أنا مع العروسة"، يتناول تأثير هذه الأحداث المضطربة على حياة آلاف المواطنين الذين قرروا خوض غمار رحلة محفوفة بالمخاطر في سبيل اللجوء إلى دول أوروبية، مضيفاً أن قصة الفيلم بدأت عندما التقى صناع الفيلم بفلسطيني في مدينة ميلانو الإيطالية، روى لهم قصة وصوله إلى البلاد على متن قارب غرق معظم ركابه خلال الرحلة، طالبا منهم مساعدته في الوصول إلى السويد.
وأشار الناصري إلى أن مخرجي الفيلم قرروا مساعدة 5 لاجئين في الوصول إلى السويد من خلال "زفة" عرس، أملاً في إبعاد شكوك السلطات، إذ تصل عقوبة مثل هذا الجرم إلى السجن 15 عاماً.
وأضاف الناصري، أن "عبدالله هو العريس في الفيلم، وهو واحد من الناجين من مركب للهجرة غير الشرعية مات فيه 225 شخص، فيما نجا 26 شخص، ورأى هذا الموت بعينه، وخرج من البحر جثة، قبل أن يتمكن من تحريك يده، إشارة إلى أنه ما زال على قيد الحياة،" موضحاً أن "قصته كانت مؤثرة، وأردنا توثيق هذا الأمر للمستقبل."
وأشار الناصري إلى أن "عبدالله هرب من الجحيم في سوريا، ولدينا أكثر من 7 مليون سوري مهاجر، والحل الوحيد أمام هؤلاء، يتمثل بهجرتهم إلى دول أخرى اوروبية، خصوصاً أن الدول العربية لا تستقبل المهاجرين بشكل لائق."