من هي فاطمة الهاملي.. أول مالكة إبل إماراتية تشارك بمسابقات جمال الإبل؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "حلمت مرة أني أطير فوق في السماء،" هذا ما قالته فاطمة الهاملي، وهي أول مالكة إبل إماراتية تُقرر دخول مسابقات "مزاينة الإبل،" والمزاد الخاص بالإبل في أبو ظبي، وهي تسير بثقة فوق كثبان رمال الصحراء.
وتابعت الهاملي قائلة: "عندي طموح لبلادي، أنا لم أدرس، ولكن عندي الإبل،" ويعلو صوتها "يا ربي أفوز." وفي بداية فيلم شكت الهاملي من نظرة الرجال "الرجال قالوا إن المراة لا يجب أن تشارك، ولكن أنا قلت أني سأشارك..بنت الرجال تتحدى الرجال. أنا ذئبة وهم ذئاب."
ولكن، أين يمكن للأمل أن يصل في صحراء ليوا؟ وكيف يتخطى كثبان الرمال الكثيفة؟
وسلط فيلم "سماء قريبة" الضوء على تحديات الهاملي، ليس فقط على المستوى القبلي، ولكن أيضاً من ناحية تنظيمية ومجتمعية، ولكن قرارها كان قوياً جداً لدرجة أنها رفضت تقديم أية تنازلات، متشبّثة بحلمها في أن تكون أول امرأة إماراتية تقتحم هذا المجال الذي يعد مقتصراً على الرجال، وتثبت للعالم أنها متساوية معهم.
وقالت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم والحائزة على العديد من الجوائز الدولية والإقليمية، والتي أخرجت وأنتجت ثمانية أفلام، من ضمنها الوثائقي "حمامة" 2010 الحاصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الخليج السينمائي 2011، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2010، وعدداً آخر من الجوائز في مقابلة مع CNN بالعربية، على هامش فعاليات مهرجان دبي السينمائي بدورته الـ11، إن الفيلم الوثائقي، يُعدّ "فرصة فريدة، ليس فقط فيما يخصّ توثيقه للحياة والبيئة الصحراوية، وإنما أيضاً يوثّق لحياة ومشوار امرأة أصبح مشهود لها بالتميّز والفرادة."
وأضافت الغانم أن "الهاملي مرت في ظروف كثيرة ومعقدة، وهذه بعض العوامل التي جعلتني أشعر أنها امرأة استثنائية بكل معنى الكلمة،" مضيفة أن "الهاملي ليست مثال المرأة التي توصف بالرول موديل، إذ أن الهاملي لديها معاناتها وقصتها."
وأوضحت المخرجة الإماراتية أن "الفيلم الوثائقي يجب أن يتضمن شخصيات تستحق الذهاب معها في رحلتها والغوص في حياتها وعوالمها،" مضيفة أن "هناك العشرات من الشخصيات الذين يستحقون الظهور في أفلامنا في الإمارات،" مشيرة إلى أن "التحدي يكمن في كيفية طرح هذا الموضوع، خصوصاً أن الناس معتادين على الشكل التلفزيويني للعمل الوثائقي."
أما عن التحديات التي واجهتها في العمل على الفيلم الوثائقي، قالت الغانم إن "الإعلام كرس الهاملي بشكلها النمطي، أي أنها المرأة البدوية التي تريد تحدي الرجال، ووقفت المسألة عند الشكل السياحي لمزاينات الإبل، أي الشكل الخطابي والاستعراضي، وكنا نحتاج لتجاوز هذه الصورة النمطية، والدخول إلى عالم فاطمة الإنساني، وهذا يتطلب وقت، وصبر طويل."