"نحن كثر"..فيلم يؤرخ حياة 30 مليون شخص شاركوا بتظاهرات ضد الحرب العراقية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعلو صوت خطاب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير تعليقاً على الغزو الأمريكي للعراق، وهو يقول "هذه معركة، بنتيجة واحدة: نصرنا نحن..وليس هم." ثم يخرج صوت إحدى الناشطات وهي تقول: "نحن يمكن أن نوقف هذه الحرب."
ويبدو أن هناك ملايين من الأشخاص الذين لن ينسوا تاريخ يوم السبت 15 شباط/فبراير العام 2003، حيث تضيف إحدى الناشطات، "لا للحرب، لا للحرب،" فيما تقول ناشطة أخرى "هم قلائل ونحن كثر." وتحلل أخرى "لدينا قوتان كبيرتان في العالم، أي الولايات المتحدة الأمريكية، والرأي العام العالمي."
هذا ما يرصده فيلم "نحن كثر" للمخرج أمير أميراني، وينقل عن إحدى الوسائل الإعلامية الأمريكية أن "التظاهرات المناهضة للحرب، حول العالم، هي بمثابة تذكير بأن لدينا قوتين كبيرتين في العالم، أي الولايات المتحدة الأمريكية، والرأي العام العالمي."
ويحكي الفيلم الوثائقي عن الاحتجاجات المناهضة للحرب على العراق والتي عمت العالم في 15 شباط/فبراير العام 2003، وشكّلت نقطة انعطاف في التاريخ، وظلت نتائجها وآثارها مغيبة. ويرصد "نحن كثر" وقائع الصراع المتمثل بنقل السلطة من مؤسسات الرأي القديمة إلى الرأي العام العالمي والذي يمتاز بقوة خارقة، وذلك عبر يوم واحد تاريخي.
وقال أميراني الذي قدّم على مدار الـ 15 سنة الأخيرة العديد من الأفلام الوثائقية في عدد من محطات التلفزة البريطانية، كما أعدّ وقدّم العديد من البرامج في قناة "بي بي سي 4". رُشح عدد من أفلامه الوثائقية إلى "جائزة أمنستي الدولية" و"جائزة ون وورلد بروكاتسينغ ترست،" في مقابلة مع CNN بالعربية إن "الفيلم يتناول قصة أكبر مظاهرة في التاريخ، حيث شارك حوالي 30 مليون شخص في تظاهرة عمت 800 مدينة حول العالم، احتجاجاً على الحرب العراقية."
وأضاف أميراني: "شاركت في إحدى هذه التظاهرات في العاصمة الألمانية برلين، حيث وجدت أن الأمر ليس بسيطاً، بل عبارة عن قصة كبيرة. وكنت مصمما على معرفة ما كانت هذه القصة. لم أكن أهدف فقط لنقل هذه القصة، بل تبعات ذلك الأمر كله."
ورأى أميراني أن هذه التظاهرات لم تحصل سابقاً، إذ أراد الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم ايقاف هذه الحرب غير المشروعة قبل أن تبدأ. وعادة، تبدأ التظاهرات المنددة بالحرب، بعد وقوعها. ولكن، هذه التظاهرات شكلت محطة تاريخية مميزة، على حد تعبيره.
وتمتع الفيلم بهيكلية، للنظر فعلياً فيما جرى، وكيفية بدء الحرب من قبل بريطانيا وأمريكا، وما قام به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، لوضع حد لهذا الأمر.
ولهذه الغاية، أجريت مقابلات مع الناشطين والمنظمين في 7 بلدان في جميع أنحاء العالم، لمعرفة كيفية تنظيم هذه التظاهرات.
ومن خلال الفيلم، سُلط الضوء على كيفية حصول تلك التظاهرات، وما النتيجة التي أدت إليها، وفي الوقت ذاته، العلاقة بين هذه التظاهرات والربيع العربي، والثورة المصرية على وجه الخصوص.