ضجة بعد خطاب لممثلة فازت بالأوسكار حول مساواة الأجور في أمريكا وهوليوود خصوصاً
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يترقب الكثيرون حفل توزيع جوائز الأوسكار كل عام، ليس فقط لمعرفة الأفلام التي حازت على الجائزة، بل أيضاً من أجل سماع خطابات الفائزين، الذين يحاول الكثير منهم توجيه رسائل سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية لمئات ملايين المشاهدين للحفل حول العالم، وهذا العام تركزت الانظار على الممثلة الأمريكية باتريشيا آركيت.
وفازت الممثلة الأمريكية بأول جائزة أوسكار في حياتها الفنية، لفئة أفضل ممثلة بدور ثانوي لعام 2015، بمشاركتها في فيلم "Boyhood" الذي يحكي قصة معاناة والدة عزباء في تربية أطفالها، لكن هنالك نقطة أكثر حساسية ذكرتها آركيت، ولا يتم ذكرها في مثل هذه المناسبات العلنية كثيراً، وهي قضية اختلاف الأجور بين الإناث والذكور في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الممثلة في خطابها: "لكل النساء اللواتي خضن تجربة الولادة، ولكل دافع ضرائب ولكل مواطن في هذه الأمة، حاربنا جميعاً من أجل تحقيق المساواة بين الناس، وحان دورنا للحصول على مساواة في الأجور من الآن فصاعداً، حتى تحظى النساء في أمريكا بفرص متساوية في أجورهن."
وتلقى الخطاب ترحيباً بين المشاهير الحاضرين للحفل، مثل جينيفر لوبيز وميريل ستريب اللتين بدأتا بالهتاف والتشجيع (شاهد المقطع يمين الخبر)، بينما توجه نجوم آخرون لبدء حملة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تولت عارضة الأزياء، كارا ديليفاين، الترويج للخطاب على حساب "انستغرام" الخاص بها، بينما قامت منتجة مسلسل "Girls" لينا دنهام، ومنتج الأفلام الوثائقية، مايكل مور بذكر الموضوع ومناقشته عبر حسابيهما في موقع تويتر.
ولم يتوقع الكثير من الأشخاص أن يطرح موضوع له صلة بحقوق المرأة، خاصة عندما تم التركيز في تقديم الحفل ونشاطاته على محاربة العنصرية ضد أصحاب الأصول الأفريقية.
وتبلغ أمريكا مستويات متدنية عالمياً في المساواة بالأجور بين الجنسين، إذ تتلقى المرأة العاملة أجراً يبلغ 77 سنتاً مقابل كل دولار للرجال، وتحل أمريكا في المرتبة الـ 65 عالمياً في هذه القضية بتقرير نشره مجلس الاقتصاد العالمي الخريف الماضي.
أما في هوليوود، فالحكاية مماثلة، إذ بدأ عدد النجمات في الأفلام التي حققت صيتاً واسعاً بالتناقص، وبلغ عدد الممثلات اللواتي ظهرن في مثل هذه الأفلام حوالي 12 في المائة عام 2014، مقابل 84 في المائة لصالح الرجال، وتناقصت هذه النسبة أيضاً مقارنة بعام 2002 عندما بلغت نسبة مشاركتهن بالأفلام الناجحة 16 في المائة، وفقاً لتقرير صادر عن مركز النساء في التلفزيون والأفلام.
وفي العام الماضي، حقق مجموع ما تلقاه 10 ممثلين من بين الذكور الأعلى أجوراً في هوليوود ما قيمته 419 مليون دولار، بينما بلغ مجموع ما تلقته عشر نساء ما قيمته 226 مليون دولار.
ويأتي تعليق آركيت أيضاً انتقاداً للصلة بين أجور الممثلات وأعمارهن في هوليوود.
وتلقت الممثلة الأمريكية نقداً إيجابياً لاستعدادها للظهور أمام الكاميرا في فيلم "Boyhood" بدور تجسد فيه امرأة تكبر تدريجياً في السن، أي 12 عاماً أكبر من سن الممثلة الحقيقي، والتي تبلغ من العمر 33 عاماً.
وأشارت دراسة نشرتها مجلة "Journal of Management Inquiry" عام 2014، إلى أن أجور النساء في هوليوود تبلغ قيمتها الأعلى بعمر الـ 34 عاماً، قبل أن تتناقص بشدة، بينما يبلغ الرجال قمة نجاحهم المادي بالمجال الفني بعمر الـ 51 عاماً وتبقى أجورهم مستقرة لفترة طويلة.